[الخلود في النار]
  مع أنا نعارض أحاديثهم بأحاديث مروية عن القوم أنفسهم، فقد روى مسلم والترمذي: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة
  من كبر»(١).
  وعن عبد الله بن عمر انه سمع رسول الله ÷ يقول: «من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر كبه الله في النار على وجهه» كما روي عن النبي ÷ أنه قال: «لا يدخل الجنة جبار ولا بخيل، ولا سيئ الملكة»، كما جاء عن النبي ÷ أنه قال: «لا يدخل الجنة نمام»(٢) وكما روى الإمام أبو طالب في الأمالي بإسناده إلى الرسول ÷ أنه قال: «من اقتطع حق مسلم بيمينه لم يرح رائحة الجنة» قيل يا رسول الله: ولو يسيراً، قال: «ولو سواكاً من أراك»(٣).
  إلى غير ذلك من الأحاديث المصرحة بخلود أهل النار في النار، وعدم الخروج منها، وعلى فرض التعارض، فلنرجع إلى كتاب الله، ولا شك أن أصل هذا المذهب مذهب اليهود الذي
(١) مسلم برقم (١٣١) كتاب الإيمان، والترمذي برقم (١٩٢١، كتاب البر والصلة، وأبو داود (٣٥٦٨) في كتاب اللباس.
(٢) مسلم برقم (١٥١) كتاب الإيمان، وأحمد في مسنده برقم (٢٢٢٧٠) في كتاب باقي مسند المكثيرين.
(٣) الإمام أبو طالب # في الأمالي: ٥٣٦ برقم (٧٤١).
«لا يقطع رجل حق أمرئ مسلم بيمينه الأحرم الله عليه الجنة فأوجب له النار فقال رجل من القوم: يا رسول الله وإن كان شيئاً يسيراً قال وإن كان سواكاً من أراك». ص/ ٥٣٦ برقم (٧٤١).