ومنها: حديث المنزلة:
  وأمّا أنّ ذلك معنى الاِمامة: فلأنّا لا نعني بالاِمامة إلاّ ملك التصرّف على الكافّة، ولا شكّ في كون ذلك ثابتاً للرسول ÷، وإذا كان كذلك وجب ثبوته لأمير المؤمنين #؛ لأجل مشاركته للرسول في أمره.
  يزيد ذلك وضوحاً: ما قد ثبت بالاِجماع من الآية أنّه لا يجوز أنّ [يكون] هارون رعيّة لأحد من أُمّة موسى، فكذلك يجب في أمير المؤمنين # أن لا يكون رعيّة لأحدٍ من أُمّة محمّد ÷. غير أنّ أكثر هذه الأُمّة تركت رشدها، ورفضت هارونها، واتّبعت سامريّها؛ تصديقاً لما قاله ÷: «لتركبّن سُنن من كان قبلكم، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة».
  ولله القائل:
  ما كان قبلهم قوم موسى ... لم يطيعوه بكر الليالي
  قدّموا من هارون ... فأضحوا أُمثولةً في النكالِ
  وأخذت أُمّة النبيّ فعال الحا ... سدين الطغاة حذو النعالِ
  أتواصوا بذاك أم ذاك أمر ... فيه يلقى شأنه الاِشكالِ؟!