فصل يختم به
  بليغة وهو متّكىَ، ثمّ قال: «أيّها الناس! إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي وأُرومتي، ولن يفترقا حتّى يردا علَيّ الحوض، ألا وأنّي انتظرهما، ألا وإنّي سائلكم يوم القيامة في ذلك، ألا إنّه سترد علَيّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأُمّة: راية سوداء، فتقف، فأقول: مَن أنتم؟ فينسون ذكري ويقولون: نحن أهل التوحيد من العرب.
  فأقول: أنا محمّد نبيّ العرب والعجم.
  فيقولون: نحن من أُمّتك.
  فأقول: كيف خلّفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟
  فيقولون: أمّا الكتاب فضيّعنا، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم.
  فأُولّي وجهي عنهم، فيصدرون عطاشاً قد اسودّت وجوههم.
  ثمّ ترد راية أُخرى أشدّ سواداً من الأُولى، فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل: نحن من أهل التوحيد.
  فإذا ذكرت اسمي قالوا: نحن من أُمّتك.
  فأقول: كيف خلّفتموني في الثقلين: كتاب الله، وعترتي؟
  فيقولون: أمّا الكتاب فخالفنا، وأمّا العترة فخذلناهم ومزّقناهم كلّ ممزّق.
  فأقول لهم: إليكم عنّي. فيصدرون عطاشاً مسودّة وجوههم.
  ثمّ ترد علَيّ راية أُخرى تلمع نوراً، فأقول لهم: من أنتم؟