الكواكب الدرية في النصوص على إمامة خير البرية،

صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين (المتوفى: 702 هـ)

فصل يختم به

صفحة 392 - الجزء 1

  فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أُمّة محمّد، ونحن بقيّة أهل الحقّ، حملنا كتاب ربّنا فأحللناه، أحللنا حلاله وحرّمنا حرامه، وأجبنا ذرّيّة محمّد ÷ فنصرناهم في كلّ مانصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم، وقتلنا من ناوأهم.

  فأقول لهم: أبشروا، فأنا نبيّكم محمّد، ولقد كنتم كما وصفتم. ثمّ أسقهم فيصدرون رواة».

  اللّهمّ إنّي أسألك أن تحشرنا في زمرتهم، وتمنّ علينا بالكون في جملتهم.

  وروينا عن النبيّ ÷ أنّه قال: «من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف، ويلج الجنّة بغير حساب، فليتولّ وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي: عليّ بن أبي طالب، ومن سرّه (ألاّ يدخل الجنّة) فليترك ولايته؛ فوعزّة ربّي وجلاله إنّه لباب الله الذي لا يؤتى إلاّ منه، وإنّه الصراط المستقيم، وإنّه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة».

  فيا أيّها الطالب النجاة! تأمّل - أرشدك الله - هذه الآثار العجيبة، والفضائل الغريبة؛ لعلّك ممّن وفى آل محمّد حقّهم، وسلّم لهم سبقهم،