فصل يختم به
  واعترف لهم بالزعامة، وشهد لهم بما أوجبه الله ورسوله من الاِمامة، ليفوز في القيامة، وينجو من أهوال الطامّة، فإنّك لا تجد لخصومهم مثل هذا أثراً والحمد لله.
  وما قصدت بما أوردته إلاّ المصلحة لمن بلغه من الحُِلاّل، والنُفاعة مع به لكافّة الاِخوان، ففي الآثار لهادوا النصائح.
  وعن النبيّ ÷ أنّه قال: «ما أهدى المسلم لأخيه المسلم أفضل من كلمة حكمة سمعها فانطوى عليها حتّى يؤدّيها كما سمعها ليردّه بها عن ردىً، أو يدلّه على هدىً، وأنّها لتعدل إحياء نفس، {وَمَن أَحياها فَكَأَنَّما أَحيَا النّاسَ جَميعًا}[المائدة: ٣٢]».
  ولا شيء أعظم من نصيحة الدين، ولا هديّة أكبر ممّا يكون به الفوز عند ربّ العالمين، {مَنِ اهتَدى فَإِنَّما يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها}[الإسراء: ١٥]، {وَما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ}[فصلت: ٤٦].