شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

المبني على الضم أو نائبه:

صفحة 145 - الجزء 1

  وأقول: الباب السابع من المبنيات: ما لزم الضمّ أو نائبه - وهو⁣(⁣١) الألف والواو - وهو نوع واحد وهو المنادى المفرد المعرفة.

  ونعني بالمفرد هنا: ما ليس مضافا ولا شبيها به، ولو كان مثنى أو مجموعا، وقد سبق هذا عند الكلام على اسم «لا».

  ونعني بالمعرفة، ما أريد به معيّن، سواء كان علما أو غيره.

  فهذا النوع بينى على الضم في مسألتين:

  إحداهما: أن يكون غير مثنى ولا مجموع جمع مذكر سالما، نحو «يا زيد» و «يا رجل» وقول الله تعالى: {يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}⁣[هود - ٤٦] {يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ}⁣[هود - ٤٨] {يا صالِحُ ائْتِنا}⁣[الأعراف - ٧٧] {يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ}⁣[هود - ٥٣].

  الثانية: أن يكون جمع تكسير، نحو قولك «يا زيود» وقوله تعالى: {يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ}⁣(⁣٢).

  ويبنى على الألف إن كان مثنى، نحو «يا زيدان» و «يا رجلان» إذا أريد بهما معيّن.

  ويبنى على الواو إن كان جمع مذكر سالما نحو «يا زيدون» و «يا مسلمون» إذا أريد بهما معيّن.

  وأما إذا كان المنادى مضافا، أو شبيها بالمضاف، أو نكرة غير معينة؛ فإنه يعرب نصبا على المفعولية؛ في باب البناء.

  فالمضاف كقولك: «يا عبد الله» و «يا رسول الله» وفي التنزيل {قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}⁣[الزمر - ٤٦] أي يا فاطر السموات {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ}⁣[الدخان، ١٨] أي يا عباد الله، ويجوز أن يكون {عِبادَ اللهِ} مفعولا بأدّوا كقوله تعالى: {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ}⁣[الشعراء، ١٧]، ويجوز أن يكون (فاطر) صفة لاسم الله تعالى، خلافا لسيبويه.


(١) وهو: أي نائب الضم، شيئان: الألف في المثنى، والواو في جمع المذكر السالم.

(٢) سبأ، ١٠ والآية الكريمة تدل على جواز نداء النكرة المقصودة.