شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

يجوز في المنادى أن يفتح فتحة إتباع بشروط

صفحة 152 - الجزء 1

  والكسائي، والثالثة «أمين» بقصر الألف على وزن قدير وبصير، قال:

  ٥٦ - * أمين فزاد الله ما بيننا بعدا*

  وهذه اللّغة أفصح في القياس، وأقلّ في الاستعمال⁣(⁣١) حتى إنّ بعضهم أنكرها، قال صاحب الإكمال: حكى ثعلب القصر، وأنكره غيره، وقال: إنما جاء مقصورا في الشعر، انتهى. وانعكس القول عن ثعلب على ابن قرقول فقال: أنكر ثعلب القصر إلا في الشعر وصححه غيره، وقال صاحب التحرير في شرح مسلم: وقد قال جماعة إنّ القصر لم يجئ عن العرب، وإن البيت إنما هو:

  ٥٦ - * فآمين زاد الله ما بيننا بعدا*


٥٦ - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

* تباعد منّي فطحل إذ سألته*

ولم أقف له على نسبة إلى قائل معين.

اللّغة: «فطحل» - بضم الفاء وضم الحاء المهملة أو فتحها بينهما طاء مهملة ساكنة - وهو اسم رجل، «سألته» يروى في مكانه «دعوته» يعني ليغيثني من المكروه.

الإعراب: «تباعد» فعل ماض، «مني» جار ومجرور متعلق بتباعد، «فطحل» فاعل تباعد، «إذ» ظرف للزمان الماضي مبني على السكون في محل نصب عامله تباعد، «سألته» فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل جر بإضافة إذ إليها، «أمين» اسم فعل أمر، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، «زاد» فعل ماض، «الله» فاعل زاد، «ما» اسم موصول مفعول أول لزاد، مبني على السكون في محل نصب، «بيننا» بين: ظرف مكان متعلق بمحذوف تقديره استقر، يقع هو وفاعله جملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول وهو ما، وبين مضاف وضمير المتكلم المتحدث عن نفسه وغيره مضاف إليه، «بعدا» مفعول ثان لزاد.

الشّاهد فيه: قوله «أمين» حيث جاء به مقصورا أي بهمزة واحدة ليس بعدها ألف، وهو مع ذلك مخفف الميم.


(١) أما أنها فصيحة في القياس فلأنها على وزن قد جاءت عليه ألفاظ عربية كثيرة بعضها قياسي وكثير منها سماعي، في حين أن الممدودة جاءت على زنة لم يجئ عليها شيء من الألفاظ العربية، ومن العلماء من جعل الأصل في العربية المقصورة، وادعى أن الممدودة عبارة عن المقصورة مع إشباع حركة الهمزة، كما قالوا «درهام، وخاتام» وأصلهما درهم وخاتم.