شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

يجوز في المنادى أن يفتح فتحة إتباع بشروط

صفحة 153 - الجزء 1

  والرابعة «آمّين» بالمدّ وتشديد الميم، روي ذلك عن الحسن، والحسين بن الفضل، وعن جعفر الصادق، وأنه قال: تأويله قاصدين نحوك وأنت أكرم من أن تخيّب قاصدا، نقل ذلك عنهم الواحديّ في البسيط، وقال صاحب الإكمال: حكى الداودي تشديد الميم مع المدّ، وقال: وهي لغة شاذة، ولم يعرفها غيره، انتهى. قلت: أنكر ثعلب والجوهري [والجمهور] أن يكون ذلك لغة، وقالوا: لا نعرف آمّين إلا جمعا بمعنى قاصدين كقوله تعالى: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ}⁣[المائدة - ٢].

  ومثال ما بني منها على الكسر إيه بمعنى امض في حديثك - ولا تقل بمعنى حدّث كما يقولون؛ لما بينت لك في مه وأما قوله:

  ٥٧ - * إيه أحاديث نعمان وساكنه*


٥٧ - هذا صدر بيت من البسيط، وقد نسبوا هذا الشاهد لابن الأثير، ولم يعينوا واحدا من أبناء الأثير؛ فإنهم ثلاثة رجال من أفذاذ العلماء: أحدهم محدث، وهو أبو السعادات محمد بن محمد ابن عبد الكريم المتوفى في سنة ٦٠٦ من الهجرة، وثانيهم مؤرخ، وهو أبو الحسن علي بن محمد المتوفى في سنة ٦٣٠ من الهجرة، وثالثهم أديب كبير، وهو ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد، وثلاثتهم لا يحتج بشعرهم ولا بنثرهم على شيء من قواعد اللغة، وقد قال المؤلف في رد هذا الشاهد «إنه ليس بعربي» وثمة «ابن أثير» آخر متأخر عن هؤلاء جميعا. وقد عثرت على بيت صدره هذا الشاهد، وعجزه قوله:

* إنّ الحديث عن الأحباب أسمار*

وقد أنشده على هذا الوجه بيتا مفردا شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني في كتابه أزهار الرياض (١/ ٦) ولم ينسبه إلى أحد، ورأيته ذكر العجز في قصيدة طويلة للناصر داود بن المعظم عيسى في كتابه نفح الطيب (٣/ ١٦٤ بتحقيقنا).

اللّغة: «نعمان» - بفتح النون وسكون العين المهملة - اسم واد في طريق الطائف يخرج على عرفات، وفيه يقول الشاعر:

تضوّع مسكا بطن نعمان أن مشت ... به زينب في نسوة عطرات

الإعراب: «إيه» اسم فعل أمر، مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «أحاديث» مفعول به لاسم الفعل، وهو مضاف، و «نعمان» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة، وكان حقه أن يمنعه من الصرف؛ لأنه علم على مكان وفيه ألف ونون