شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

يجوز في المنادى أن يفتح فتحة إتباع بشروط

صفحة 155 - الجزء 1

  (هيت) مثلّثة التاء؛ فالكسر على أصل التقاء الساكنين، والفتح للتخفيف كما في أين وكيف، والضمّ تشبيها بحيث، وقرئ «هئت» بكسر الهاء، وبالهمزة ساكنة، وبضم التاء، وهو على هذا فعل ماض وفاعل، من هاء يهاء كشاء يشاء، أو من هاء يهيء كجاء يجيء.


اللّغة: «ما بال» أي: ما شأن، «البلاقع» جمع بلقع - بزنة جعفر - وهي الخالية من السكان.

الإعراب: «وقفنا» فعل ماض وفاعله، «فقلنا» فعل وفاعل جملتهما معطوفة بالفاء على الجملة السابقة، «إيه» اسم فعل أمر، مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والجملة في محل نصب مقول القول، «عن أم» جار ومجرور متعلق باسم الفعل، وأم مضاف، و «سالم» مضاف إليه، «وما» الواو للاستئناف، ما: اسم استفهام مبتدأ، مبني


= ذيب، وفي بئر: بير، وفي سؤل، سول، وفي مؤق: موق، وفي رأل: رال، وفي شأن: شان. وهكذا.

وأما القراءة الثالثة: فقد اختلف النحاة في تخريجها، ولهم في ذلك رأيان: الرأي الأول أن «هيت» اسم فعل ماض، ومعناه تهيأت واستعددت، وهذه التاء جزء من الكلمة، وليست ضميرا كما كانت في تخريج القراءتين الأولى والثانية، و «لك» جار ومجرور متعلق باسم الفعل الماضي، والرأي الثاني: أن «هيت» اسم فعل أمر معناه أقبل، مثل هلم وتعال، والتاء جزء من الكلمة أيضا، وليست ضميرا كما كانت في تخريج القراءتين الأولى والثانية، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، و «لك» جار ومجرور متعلق بمحذوف وهذا المحذوف يجوز أن يكون فعلا؛ فيكون التقدير: أقول لك، وكأنها بعد أن أمرت يوسف بالمجيء والإقبال عليها قد توقعت منه أن يفهم أن الكلام ليس له، فقالت: إنما أقول لك، ويجوز أن يكون المحذوف الذي يتعلق به الجار والمجرور اسما؛ فيكون خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير: إرادتي أو رغبتي كائنة لك، أو دعائي أو كلامى كائن لك: أي موجه لك.

الأمر الثالث: في بيان لام التبيين التي أشار إليها المؤلف، وذلك أن لام التبيين على ثلاثة أنواع؛ النوع الأول: اللام التي تبين الفاعل من المفعول وتميز أحدهما من الآخر ومثلها قولك: ما أحبني لفلان، وقولك: ما أبغضني لفلان؛ فالعبارة الأولى معناها أنك تحب فلانا حبا شديدا، والعبارة الثانية معناها أنك تبغضه بغضا شديدا؛ فاللام داخلة على المفعول وما قبله فاعل، فإن أردت أن فلانا يحبك حبا شديدا قلت: ما أحبني إلى فلان، وإذا أردت أن فلانا يبغضك بغضا شديدا قلت: ما أبغضني إلى فلان؛ فاللام في العبارتين الأوليين كانت للتفرقة بين الفاعل والمفعول والتمييز بينهما، والنوع الثاني: اللام التي تبين فاعلية غير ملتبسة بمفعولية، والنوع الثالث: اللام التي تبين مفعولية غير ملتبسة بفاعلية عكس الذي قبله، ومثله قولهم: سقيا لك، ورحمة لك، وما أشبه ذلك، واللام التي تبين الفاعل من المفعول تكون متعلقة بمذكور؛ فقولك «ما أبغضني لفلان» اللام فيه متعلقة بأبغضني، واللام التي تبين مفعولية أو فاعلية غير ملتبسة بالأخرى تكون متعلقة بمحذوف كالذي ذكرناه في بيان الرأي الثاني في توجيه القراءة الثالثة من الآية الكريمة، وفي هذا القدر كفاية فافهمه واحرص عليه ولا تغفل عنه.