شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

ينقسم الاسم إلى نكرة ومعرفة

صفحة 165 - الجزء 1

  وقوله:

  ٦٤ - لا تضيقنّ بالأمور فقد ... تكشف غمّاؤها بغير احتيال

  ربّما تكره النّفوس من الأم ... ر له فرجة كحلّ العقال


وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، «لي» جار ومجرور متعلق بقوله تمنى، «موتا» مفعول به لتمنى، «لم» حرف نفي وجزم وقلب، «يطع» فعل مضارع مبني للمجهول، مجزوم بلم، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وجملة «لم يطع» في محل رفع خبر المبتدأ، وعليه تكون جملة «قد تمنى» في محل رفع أو جر صفة لمن كما قلنا من قبل، ولا مانع من جعل جملة «قد تمنى» في محل رفع خبر من، وجملة «لم يطع» في محل خبر ثان.

الشّاهد فيه: قوله «رب من» حيث استعمل «من» فيه نكرة ووصفها بجملة «أنضجت» أو بجملة «قد تمنى» في بعض وجوه الإعراب التي قدمنا ذكرها، والدليل على كونها نكرة دخول «رب» عليها، لأن رب لا تجر إلا النكرات.

ومن العلماء من يروي صدر البيت:

ربّما أنضجت غيظا قلب من ... قد تمنّى لي موتا لم يطع

وعليه لا شاهد في البيت، و «ما» في هذه الرواية حرف يكف «رب» عن جر ما بعدها، ويجيز دخولها على الجمل.

٦٤ - هذا بيت من الخفيف، وينسب هذا الشاهد إلى أمية بن أبي الصلت، وينسب لأبي قيس اليهودي، وينسب لابن صرمة الأنصاري، وينسب إلى حنيف بن عمير اليشكري، وينسب لنهار ابن أخت مسيلمة الكذاب، وهو من شواهد الأشموني (رقم ٩٥).

الإعراب: «لا» ناهية، «تضيقن» تضيق: فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بلا، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والنون المشددة للتوكيد، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، «بالأمور» جار ومجرور متعلق بتضيق، «فقد» الفاء حرف دال على التعليل، قد: حرف تحقيق، «تكشف» فعل مضارع مبني للمجهول، «غماؤها» غماء: نائب فاعل تكشف، وغماء مضاف والضمير مضاف إليه، «بغير» جار ومجرور متعلق بتكشف، وغير مضاف، و «احتيال» مضاف إليه، «ربما» رب: حرف جر شبيه بالزائد، وما: نكرة بمعنى شيء مبتدأ، مبني على السكون في محل رفع بالابتداء، «تكره النفوس» فعل وفاعل، والجملة في محل رفع أو جر، وعلى الوجهين هي صفة لما، «من الأمر» جار ومجرور متعلق بتكره، «له» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، «فرجة» مبتدأ مؤخر، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، الذي هو ما، وقال كثيرون: هذه الجملة في محل جر صفة للأمر؛ لأنه محلى بأل الجنسية فهو