شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

والثامن من المرفوعات: خبر إن وأخواتها

صفحة 230 - الجزء 1

  وأصله ليس الحين أوان صلح، أو ليس الأوان أوان صلح، فحذف اسمها على القاعدة، وحذف ما أضيف إليه خبرها، وقدّر ثبوته، فبناه كما يبني قبل وبعد، إلا أن أوانا شبيه بنزال فبناه على الكسر، ونوّنه للضرورة.

  ثم قلت: الثامن خبر «إنّ» وأخواتها: ولكنّ، وكأنّ، وليت، ولعلّ، نحو: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ} ولا يجوز تقدّمه مطلقا، ولا توسّطه إلّا إن كان ظرفا أو مجرورا، نحو: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً}، {إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً.}

  وأقول: الثامن من المرفوعات: خبر «إنّ» وأخواتها الخمسة، فإنهن يدخلن على المبتدأ والخبر؛ فينصبن المبتدأ كما سيأتي في باب المنصوبات ويسمى اسمها، ويرفعن خبره كما نذكره الآن ويسمى خبرها، نحو: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ}⁣[طه - ١٥] {اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ}⁣[المائدة - ٩٨] {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ}⁣[المنافقون - ٤] {لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ}⁣[الشورى - ١٧].

  ولا تتقدم أخبارهنّ عليهنّ مطلقا، وقد أشار إلى ذلك الشيخ شرف الدين بن عنين حيث قال:


ولعمري لعارها كأن أدنى ... لكم من تقى وحسن وفاء

والبيت المستشهد به من شواهد الأشموني (رقم (٢٢٩).

الإعراب: «طلبوا» فعل وفاعل، «صلحنا» صلح: مفعول به لطلبوا، وصلح مضاف والضمير مضاف إليه، «ولات» الواو واو الحال، لات: حرف نفي يعمل عمل ليس، واسمه محذوف، «أوان» خبر لات مبني على الكسر في محل نصب، ونون لأجل الضرورة، وجملة لات واسمه وخبره في محل نصب حال، «فأجبنا» الفاء عاطفة، أجبنا: فعل وفاعل «أن» تفسيرية، «ليس» فعل ماض ناقص، واسمه محذوف، «حين» خبر ليس، وحين مضاف، و «بقاء» مضاف إليه.

الشّاهد فيه: قوله «ولات أوان» حيث أعمل «لات» النافية في لفظ الأوان، وهو من معنى الحين وليس هو لفظه، فهو رد على سيبويه فيما نقل عنه جماعة وعلى من وافقه، حيث اشترطوا في إعمال لات أن يكون اسمها وخبرها لفظ الحين.

واعلم أن جماعة ذهبوا إلى أن «لات» في هذا البيت عاملة عمل ليس، وأن قوله «أوان» مبني على الكسر لشبهه في الوزن بنزال، وأن تنوينه للضرورة، وهذا كله ادعاء أبي سعيد السيرافي وأبي