شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأول: المفعول به

صفحة 246 - الجزء 1

  ١٠٥ - نحن بني ضبّة أصحاب الجمل ... ننعى ابن عفّان بأطراف الأسل


إنّا محيّوك يا سلمى فحيّينا ... وإن سقيت كرام النّاس فاسقينا

وإن دعوت إلى جلّى ومكرمة ... يوما سراة كرام النّاس فادعينا

ومن الناس من ينسبها لرجل من بني قيس بن ثعلبة، من غير أن يعينه، ويروى صدر بيت الشاهد «إنا بني مالك».

الإعراب: «إنا» إن: حرف توكيد ونصب، وضمير المتكلم ومعه غيره اسم إن مبني على السكون في محل نصب، والأصل إننا، «بني» منصوب على الاختصاص بفعل محذوف، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم، وبني مضاف، و «نهشل» مضاف إليه، «لا» نافية، «ندعي» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن، والجملة في محل رفع خبر إن، «لأب» جار ومجرور متعلق بندعي، «عنه» جار ومجرور متعلق بندعي أيضا، «ولا» الواو عاطفة لا: نافية، «هو» ضمير منفصل مبتدأ، «بالأبناء» جار ومجرور متعلق بيشري الآتي، «يشرينا» يشري: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وضمير المتكلم ومعه غيره مفعول به، وجملة الفعل وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو الضمير المنفصل.

الشّاهد فيه: قوله «بني نهشل» حيث نصبه على الاختصاص بفعل محذوف للدلالة على المدح، قال أبو زكريا التبريزي: وانتصاب بني على إضمار فعل؛ كأنه قال: أذكر بني نهشل، وهذا على الاختصاص والمدح، وخبر إن «لا ندعي» ولو رفع فقال إنا بنو نهشل - على أن يكون خبرا - و «لا ندعي» في موضع الحال، والفرق بين أن يكون اختصاصا وبين أن يكون خبرا صراحا هو أنه لو جعله خبرا لكان قصده إلى تعريف نفسه عند المخاطب، وكان لا يخلو فعله لذلك من خمول فيهم أو جهل من عند المخاطب بشأنهم، فإذا جعل اختصاصا فقد أمن الأمرين جميعا، اه، كلامه بلفظه.

١٠٥ - هذا بيت من الرجز المصرع، أو بيتان من مشطوره، وقد رواه أبو تمام في حماسته، ونسبه إلى الأعرج المعني، نسبة إلى معن طيئ، ومعن بفتح الميم وسكون العين المهملة، وقال أبو زكريا التبريزي (ج ١ ص ٢٨٠) «وقيل: الصحيح أنها لعمر بن يثربي» اه. والبيت من شواهد الأشموني في باب الاختصاص.

اللّغة: «بني ضبة» قبيلة أبوهم ضبة بن أد، «الجمل» يريد الجمل الذي ركبته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق يوم خرجت تطالب بثأر عثمان بن عفان ¥، «ننعى» فعل مضارع من النعي وهو الإخبار بالموت، وتقول: نعى الميت ينعاه إذا أخبر بموته، ووقع في نسخ