شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأول: المفعول به

صفحة 247 - الجزء 1

  الأسل: الرماح.

  ومن تعريفه بالإضافة قوله ÷: «إنّا آل محمد لا تحلّ لنا الصدقة» و «نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة».

  وقد اشتمل الحديث الشريف على ما يقتضي الكشف عنه، وهو أن «ما» من قوله


الشرح كلها «نبغي» على أنه فعل مضارع من بغاه إذا طلبه، وهو تحريف تصويبه عن ديوان الحماسة وشروحه، «الأسل» الرماح.

الإعراب: «نحن» ضمير منفصل مبتدأ، «بني» منصوب على الاختصاص بفعل محذوف وجوبا، وبني مضاف و «ضبة» مضاف إليه، «أصحاب» خبر المبتدأ، وأصحاب مضاف و «الجمل» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف، «ننعى» فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن، والجملة في محل رفع خبر ثان «ابن» مفعول به لننعى، وابن مضاف و «عفان» مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، ويجوز أن يكون مصروفا؛ فيكون مجرورا بالكسرة الظاهرة مع التنوين، ولا يضر ذلك بوزن البيت، «بأطراف» جار ومجرور متعلق بننعى، وأطراف مضاف، «الأسل» مضاف إليه، وسكنه للوقف.

الشّاهد فيه: قوله «بني ضبة» حيث نصبه على الاختصاص بفعل محذوف، وهو مركب إضافي تعرف فيه المضاف لإضافته إلى معرفة بالعلمية.

وقال أبو زكريا التبريزي: «انتصاب بني ضبة بفعل مضمر، والقصد فيه الاختصاص والمدح، وخبر المبتدأ - الذي هو نحن - «أصحاب» والتقدير: نحن - أذكر بني ضبة - أصحاب الجمل، وهذا الكلام ينبه على أنهم مجاهدون جادون في طلب دم عثمان، ولو قال نحن بنو ضبة لكان يسقط فخامة الذكر وتعظيمه، وكان «أصحاب الجمل» صفة وبنو خبرا، أو كان يجوز أن يكونا جميعا خبرين، ويجوز أن يكون أصحاب بدلا من بنو» انتهى كلامه بحروفه.

وحاصله أنك لو قلت: «نحن بني ضبة أصحاب الجمل» على ما هي الرواية المشهورة - كان لك فيها وجه واحد من وجوه الإعراب، وهو أن يكون نحن مبتدأ، وبني ضبة: منصوبا على الاختصاص، وأصحاب الجمل: خبر المبتدأ، فإن قلت «نحن بنو ضبة أصحاب الجمل» فنحن مبتدأ أيضا، ولك فيما بعده ثلاثة أوجه من وجوه الإعراب، أحدها: أن يكون بنو ضبة خبر المبتدأ، وأصحاب الجمل صفة له، والثاني أن يكون بنو ضبة خبر المبتدأ، وأصحاب الجمل بدلا منه، والثالث أن يكون بنو ضبة خبرا أول وأصحاب الجمل خبرا ثانيا.