الرابع: المفعول فيه
  تَحْتِها}[مريم - ٢٤] في قراءة من فتح ميم (من) {وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ}[الكهف - ٧٩] وقرئ «وكان أمامهم ملك» {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ}[الكهف، ١٧]. وأصل تزور تتزاور، أي: تتمايل، مشتق من الزّور - بفتح الواو - وهو الميل ومنه زاره، أي: مال إليه، ومعنى {تَقْرِضُهُمْ} تقطعهم، من القطيعة، وأصله من القطع، والمعنى تعرض عنهم إلى الجهة المسماة بالشمال، وحاصل المعنى أنها لا تصيبهم في طلوعها ولا في غروبها، وقال الشاعر:
  ١١١ - صددت الكأس عنّا أمّ عمرو ... وكان الكأس مجراها اليمينا
١١١ - هذا بيت من الوافر، وهو مروي في معلقة عمرو بن كلثوم، أحد بني تغلب بن وائل، وبعده قوله:
وما شرّ الثلاثة أمّ عمرو ... بصاحبك الّذي لا تصبحينا
وقال التبريزي بعد ذكر البيتين: «بعضهم يروي هذين البيتين لعمرو ابن أخت جذيمة الأبرش، وذلك لما وجده مالك وعقيل في البرية، وكانا يشربان، وأم عمرو هذه المذكورة تصد الكأس عنه، فلما قال هذا الشعر سقياه وحملاه إلى خاله جذيمة، ولهما حديث» اه، وبيت الشاهد من أبيات سيبويه (ج ١ ص ١١٣ و ٢٠١) ونسبه في المرتين إلى عمرو بن كلثوم، وذكر الأعلم في شرحه مثل ما ذكرنا عن التبريزي.
الإعراب: «صددت» فعل وفاعل، «الكأس» مفعول به لصد «عنا» جار ومجرور متعلق بصد، «أم» منادى بحرف نداء محذوف، منصوب بالفتحة الظاهرة، وأم مضاف و «عمرو» مضاف إليه، «وكان» الواو واو الحال، كان: فعل ماض ناقص، «الكأس» اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة، «مجراها» مجرى: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، ومجرى مضاف وضمير الغائبة العائد إلى الكأس مضاف إليه، «اليمينا» ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب خبر كان، ويجوز أن يكون قوله «مجراها» بدلا من الكأس، و «اليمينا» ظرف مكان متعلقا بمحذوف خبر كان، وألف «اليمينا» للإطلاق، وقد ذكر المؤلف ذلك والجملة من كان واسمها وخبرها في محل نصب حال.
الشّاهد فيه: قوله «اليمينا» حيث نصبه على الظرف، وقال الأعلم: «الشاهد فيه نصب اليمين على الظرف، وكونه في موضع الخبر عن المجرى، والتقدير: وكان الكأس جريها على ذات اليمين، ويجوز أن يكون مجراها بدلا من الكأس، وقوله اليمين خبرا عنه على أن يجعلها هي المجرى على