شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

التاسع من المنصوبات: المستثنى

صفحة 285 - الجزء 1

  الرابعة: أن تكون الأداة «ما عدا» كقولك: جاء القوم ما عدا زيدا، وكقول الشاعر:

  ١٢٣ - تملّ النّدامى ما عداني؛ فإنّني ... بكلّ الّذي يهوى نديمي مولع


اللّغة: «لا محالة» لا احتيال، والمراد لا فرار ولا مهرب من زوال كل نعيم.

الإعراب: «ألا» أداة استفتاح وتنبيه، «كل» مبتدأ، «شيء» مضاف إليه، «ما» مصدرية، «خلا» فعل ماض دال على الاستثناء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره هو، وقد بين المؤلف مرجعه، «الله» منصوب على التعظيم، وفي الصناعة اللفظية مفعول به لخلا، والجملة من الفعل الذي هو خلا وفاعله ومفعول لا محل لها معترضة بين المبتدأ وخبره، «باطل» خبر المبتدأ، «وكل» الواو عاطفة، كل: مبتدأ، «نعيم» مضاف إليه، «لا» نافية للجنس، «محالة» اسم لا، مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف، والتقدير: لا محالة موجودة والجملة لا محل لها معترضة بين المبتدأ وخبره، «زائل» خبر المبتدأ، مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشّاهد فيه: قوله «ما خلا الله» حيث ورد بنصب لفظ الجلالة بعد «ما خلا»؛ فدل ذلك على أن الاسم الواقع بعد ما خلا يكون منصوبا، وذلك لأن ما هذه مصدرية، وما المصدرية لا يكون بعدها إلا فعل؛ فإذا وجب أن يكون خلا في هذا الموضع فعلا وجب أن يكون ما بعده منصوبا على أنه مفعول به، إذ إن فاعله واجب الاستتار، فإن ذهبت إلى أن «ما» ليست مصدرية - بل هي زائدة - لم يجب حينئذ أن يكون خلا فعلا، بل يجوز - على هذا - أن يكون خلا حرفا؛ بسبب أن ما الزائدة لا تخص نوعا من الكلمات دون نوع، وجاز حينئذ جر ما بعده، وهذا هو الذي حكاه المؤلف عن الجرمي والربعي، وذكر أنه لم يحفل بذكره في المقدمة التي هي متن شذور الذهب.

١٢٣ - هذا بيت من الطويل، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٢٦٨).

اللّغة: «الندامى» جمع ندمان، وأصله الذي يجالسك على الشراب، ثم قد يعم كل صاحب، والنديم بمعناه، «مولع» مغرم، وفعله أولع، وهو ملازم للبناء للمجهول.

الإعراب: «تمل» فعل مضارع مبني للمجهول، «الندامى» نائب فاعل، «ما» مصدرية، «عداني» عدا: فعل ماض دال على الاستثناء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره هو، وقد بين المؤلف مرجعه، والنون للوقاية، والياء مفعول به، «فإنني» الفاء دالة على التعليل، إن: حرف توكيد ونصب، والنون للوقاية، وياء المتكلم اسم إن، «بكل» جار ومجرور متعلق بقوله مولع في آخر البيت، وكل مضاف، و «الذي» مضاف إليه، «يهوى نديمي» فعل وفاعل، ونديم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، وجملة الفعل وفاعله لا محل لها صلة الموصول، والعائد ضمير محذوف