شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

إذا اقترنت إن وأخواتها بما الزائدة ألغيت وجوبا، إلا ليت فجوازا

صفحة 301 - الجزء 1

  وقد تقدم شرح شروطهن مستوفى في باب المرفوعات.

  النوع الثالث عشر: اسم «إنّ» وأخواتها، نحو: «إنّ زيدا فاضل» و «لعلّ عمرا قادم»، و «ليت بكرا حاضر».

  ثم قلت: وإن قرنت بما المزيدة ألغيت وجوبا، إلّا ليت فجوازا.

  وأقول: مثال ذلك {إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ}⁣[النساء - ١٧١] {كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ}⁣[الأنفال - ٦].

  وقول الشاعر:

  ١٣٧ - أعد نظرا يا عبد قيس؛ لعلّما ... أضاءت لك النّار الحمار المقيّدا


معين، وهو من شواهد ابن عقيل (رقم ٨٢) والأشموني (رقم ٢٢٦) والمؤلف في أوضحه (رقم ١١١).

اللغة والرواية: يروى عجز هذا البيت على صور مختلفة؛ إحداها التي رواه بها المؤلف، والثانية: * إلا على حزبه الملاعين* والثالثة: * إلا على حزبه المناحيس*

المعنى: يصف رجلا بالعجز وضعف التأثير، فيقول: إنه ليس غالبا لأحد من الناس ولا مؤثرا فيه، إلا أن يكون ذلك المغلوب والمؤثر عليه من ضعاف العقول.

الإعراب: «إن» نافية تعمل عمل ليس، «هو» ضمير منفصل اسم إن النافية، «مستوليا» خبر إن النافية، «على أحد» جار ومجرور متعلق بمستول، «إلا» أداة استثناء، «على أضعف» جار ومجرور في موضع المستثنى من الجار والمجرور السابق، وأضعف مضاف و «المجانين» مضاف إليه.

الشّاهد فيه: قوله «إن هو مستوليا» حيث أعمل «إن» النافية إعمال ليس؛ فرفع بها الاسم، وهو الضمير المنفصل، ونصب بها الخبر، وهو قوله «مستوليا». ويؤخذ من هذا الشاهد أن «إن» النافية مثل «ما» في أنها لا تختص بالنكرات كما تختص بها «لا» فإن الاسم في البيت ضمير، وقد صرح المؤلف | بذلك فيما مضى (ارجع إلى الكلام على ذلك في أثناء باب المرفوعات السابق من هذا الكتاب).

١٣٧ - هذا بيت من الطويل للفرزدق، من كلمة له يهجو فيها جريرا ويندد بعبد قيس، وهو رجل من عدي بن جندب بن العنبر، وكان جرير قد ذكره في قصيدة له يفتخر فيها، وقد أنشد المؤلف هذا البيت في كتابه القطر (رقم ٥٥) وأنشده الأشموني (رقم ٢٧٢).

الإعراب: «أعد» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «نظرا» مفعول به