شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الرابع: ثم وينصب المضارع بعدها أو بعد الثلاثة السابقة إذا عطفن على اسم صريح

صفحة 329 - الجزء 1

  وأما النصب بعد واو المعية في المواضع المذكورة فسمع في خمسة، وقاسه النحويون في ثلاثة.

  فالخمسة المسموع فيها أحدها النفي، كقوله تعالى: {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}⁣[آل عمران، ١٤٢]، والمعنى والله أعلم: إنكم تجاهدون ولا تصبرون وتطمعون أن تدخلوا الجنة، وإنما ينبغي لكم الطمع في ذلك إذا اجتمع مع جهادكم الصبر على ما يصيبكم [فيه] فيعلم الله حينئذ ذلك واقعا منكم، والواو من قوله تعالى: (ولما) واو الحال، والتقدير: بل أحسبتم أن تدخلوا الجنة وحالكم هذه الحالة.

  والثاني: الأمر، كقوله:


سباق الخيل: الأمد الذي جعل مسافة للتسابق، «رأس مجرانا» أول ومبتدأ إجرائنا الخيول، والمجرى - بضم الميم وسكون الجيم - مصدر ميمي بمعنى الإجراء، وتقول: أجرى الفارس فرسه إجراء، وقد ضرب الغاية والمجرى مثلا.

المعنى: يقول: إن الإنسان إذا مات لم يعرف مدة إقامته في القبر إلى أن يبعث، فتمنى أن يجيئه رسول من الأموات يخبره بحقيقة ذلك.

الإعراب: «ألا» كلمة أصلها مركبة من همزة الاستفهام ولا النافية للجنس، وصار معناها التمني، وبقي للا بعد ذلك التركيب ما كان لها قبله، وهو الإعمال، «رسول» اسم ألا مبني على الفتح في محل نصب، «لنا منها» جاران ومجروران يتعلقان بمحذوف خبر ألا، ويجوز تعليق الأول بمحذوف صفة لرسول، والثاني بمحذوف خبر ألا، «فيخبرنا» الفاء فاء السببية، يخبر: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى رسول، وضمير المتكلم عن نفسه وغيره مفعول به ليخبر، «ما» اسم استفهام مبتدأ، مبني على السكون في محل رفع، «بعد» خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وبعد مضاف، وغاية من «غايتنا» مضاف إليه، وغاية مضاف وضمير المتكلم ومعه غيره مضاف إليه، «من رأس» جار ومجرور متعلق ببعد، ورأس مضاف، ومجرى من «مجرانا» مضاف إليه، ومجرى مضاف والضمير مضاف إليه.

الشّاهد فيه: قوله «فيخبرنا» حيث نصب الفعل المضارع الذي هو يخبر، بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة في جواب التمني المدلول عليه بقوله «ألا ..».