شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الثاني من المجرورات: المجرور بالإضافة

صفحة 345 - الجزء 1

  إن كان المضاف إليه معرفة، نحو: «غلام زيد» وتخصيصه إن كان نكرة نحو «غلام امرأة» اللهم إلا في مسألتين، فإنه لا يتعرف، ولكن يتخصص.

  إحداهما: أن يكون المضاف شديد الإبهام، وذلك كغير ومثل وشبه وخدن - بكسر الخاء المعجمة وسكون الدال المهلة - بمعنى صاحب.

  والدليل على ذلك أنك تصف بها النكرات؛ فتقول «مررت برجل غيرك، وبرجل مثلك، وبرجل شبهك، وبرجل خدنك» قال الله تعالى: {رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}⁣[فاطر - ٣٧].

  الثانية: أن يكون المضاف في موضع مستحق للنكرة، كأن يقع حالا أو تمييزا أو اسما للا النافية للجنس؛ فالحال كقولهم «جاء زيد وحده» والتمييز كقولهم «كم ناقة وفصيلها» فكم: مبتدأ، وهي استفهامية، وناقة: منصوب على التمييز، وفصيلها: عاطف ومعطوف، والمعطوف على التمييز تمييز، واسم «لا» كقولك «لا أبا لزيد» و «لا غلامي لعمرو». فإن الصحيح أنه من باب المضاف، واللام مقحمة، بدليل سقوطها في قول الشاعر:

  ١٦٥ - أبالموت الّذي لا بدّ أنّي ... ملاق - لا أباك - تخوّفيني


١٦٥ - هذا بيت من الوافر، وهو من كلام أبي حية النمري.

الإعراب: «أبالموت» الهمزة للاستفهام، بالموت: جار ومجرور متعلق بقوله تخوفيني في آخر البيت، «الذي» اسم موصول نعت للموت، مبني على السكون في محل جر، «لا» نافية للجنس «بد» اسم لا، مبني على الفتح في محل نصب، «أني» أن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه «ملاق» خبر أن، وأن مع اسمها وخبرها في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لا، ولا مع اسمها وخبرها جملة لا محل لها صلة الموصول، والعائد ضمير منصوب بملاق، أي: أبالموت الذي لا فرار من كوني ملاقيه، «لا» نافية للجنس، «أباك» اسم لا منصوب بالألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة، وأبا مضاف والكاف ضمير المخاطبة مضاف إليه، وخبر لا محذوف، والجملة لا محل لها معترضة بين المعمول الذي هو الجار والمجرور والعامل الذي هو قوله تخوفيني، «تخوفيني» فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة تخفيفا، وياء المخاطبة فاعل، والنون الموجودة للوقاية، والياء التي بعد النون مفعول به.

الشّاهد فيه: في هذا البيت شاهدان للنحاة: