شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

لأفعال القلوب ثلاث حالات

صفحة 383 - الجزء 1

  وقول الآخر:

  ١٩٠ - أستغفر الله ذنبا لست محصيه ... ربّ العباد إليه الوجه والعمل


الإعراب: «أستغفر» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، «الله» منصوب على التعظيم، وهو المفعول الأول، «من عمدي» الجار والمجرور متعلق بأستغفر، وهو المفعول الثاني، وعمد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، «ومن خطئي» الواو عاطفة، والجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور السابق، وخطأ مضاف، والياء التي هي ضمير المتكلم مضاف إليه، «ذنبي» ذنب: بدل من عمد، وذنب مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، «وكل» الواو واو الحال، كل: مبتدأ، وكل مضاف و «امرئ» مضاف إليه، «لا» نافية للجنس، «شك» اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف، والتقدير: لا شك موجود والجملة من لا واسمها وخبرها لا محل لها اعتراضية بين المبتدأ وخبره، «مؤتزر» خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشّاهد فيه: قوله «أستغفر الله من عمدي» حيث عدى الفعل - الذي هو أستغفر - إلى مفعولين، وعداه إلى الأول الذي هو لفظ الجلالة بنفسه، وعداه إلى الثاني بحرف الجر.

ولكن المؤلف نفسه قد ذكر في مغني اللبيب أن الحق أن هذا الفعل ينصب المفعولين بنفسه دائما؛ لأن الفعل الثلاثي المجرد - وهو غفر - ينصب مفعولا، والسين والتاء الدالان على الطلب يزيدانه مفعولا، وقال: «وأما قولهم: استغفرت الله من الذنب فهو على تضمن معنى أتوب إليه منه» اه، فاعرف ذلك وقسه بما ذكره ههنا.

١٩٠ - هذا بيت من البسيط، ولم أجد أحدا نسب هذا الشاهد إلى قائل معين، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ١٧) وقد أنشده الأشموني (رقم ٤٠٥) والمؤلف في أوضح المسالك في باب التمييز (رقم ٢٧٣) وكذلك أنشده ابن قتيبة في أدب الكاتب (ص ٥٢٠ بتحقيقنا).

الإعراب: «أستغفر» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، «الله» منصوب على التعظيم، وهو المفعول الأول، «ذنبا» مفعول ثان، «لست» ليس: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه مبني على الضم في محل رفع، «محصيه» محصي: خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة، ومحصي مضاف وضمير الغائب العائد إلى ذنب مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، وجملة ليس واسمه وخبره في محل نصب صفة لقوله ذنبا، «رب» صفة لله، ورب مضاف و «العباد» مضاف إليه، «إليه» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، «الوجه» مبتدأ مؤخر، والجملة في محل نصب حال من لفظ الجلالة، «والعمل» معطوف على الوجه.

الشّاهد فيه: قوله «أستغفر الله ذنبا» حيث نصب بأستغفر مفعولين، وعداه إليهما بدون توسط حرف جر، على ما وضح لك من الإعراب.