شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

لأفعال القلوب ثلاث حالات

صفحة 386 - الجزء 1

  الخامس: «سمّى» تقول «سمّيته زيدا» و «سمّيته بزيد» قال:

  ١٩٤ - وسمّيته يحيى ليحيا؛ فلم يكن ... لأمر قضاه الله في النّاس من بدّ

  السادس: دعا بمعنى سمّى⁣(⁣١)، تقول «دعوته بزيد» وقال الشاعر:


فعل مضارع مبني للمجهول، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هي نائب فاعل، وهو المفعول الأول، «بأم» جار ومجرور متعلق بتكنى، وهو المفعول الثاني، وأم مضاف، و «فلان» مضاف إليه، وجملة تكنى ومفعوليه في محل رفع خبر المبتدأ.

الشّاهد فيه: قوله «تكنى بأم فلان» حيث عدى الفعل الذي هو قوله تكنى، إلى مفعولين: أحدهما وصل إليه بنفسه، وهو الضمير المستتر الذي هو نائب الفاعل، وثانيهما وصل إليه بحرف الجر.

ومثل هذا الشاهد قول الراجز:

* راهبة تكنى بأمّ الخير*

١٩٤ - هذا بيت من الطويل، ولم أقف على نسبة هذا البيت إلى قائل معين.

اللّغة: «ليحيا» أراد لتطول به الحياة، «لأمر قضاه الله» أراد به الموت، وأصل معنى هذا البيت من قولهم: لكل مسمى من اسمه نصيب، يريد أنه سماه يحيى ليكون له من اسمه نصيب فيطول به العمر، ولكن الموت عاجله.

الإعراب: «سميته» فعل وفاعل ومفعول أول، «يحيى» مفعول ثان، منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، «ليحيا» اللام لام التعليل، يحيا: فعل مضارع منصوب تقديرا بأن المضمرة جوازا بعد لام التعليل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى يحيى العلم، «فلم» الفاء حرف عطف، لم: حرف نفي وجزم وقلب، «يكن» فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، «لأمر» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر يكن تقدم على اسمه «قضاه الله» قضى: فعل ماض، وضمير الغائب العائد إلى أمر مفعول به، ولفظ الجلالة فاعل، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر صفة لأمر، «من» حرف جر زائد «بد» اسم يكن مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

الشّاهد فيه: قوله «سميته يحيى» حيث عدى الفعل - الذي هو سمى - إلى مفعولين صراحة: أولهما الضمير المتصل، وثانيهما قوله يحيى، وهو علم.


(١) احترز المصنف بقوله «بمعنى سمى» عن «دعا» التي بمعنى نادى، كما سنسمعك في عبارة سيبويه آخر شرح الشاهد الآتي (١٩٥).