شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

النوع السابع من الأفعال: ما ينصب ثلاثة مفاعيل، وهو سبعة أفعال يجوز حذف المفعولين أو أحدهما لدليل، ويمتنع ذلك لغير دليل

صفحة 388 - الجزء 1

  طعامه» و «وزنت لزيد ماله» و «وزنت زيدا ماله» قال الله تعالى: {وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}⁣[المطففين، ٣]، والمفعول الأول فيهما محذوف.

  السابع ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، وهو سبعة:

  أحدها: «أعلم» المنقولة بالهمزة من «علم» المتعدية لاثنين، تقول: «أعلمت زيدا عمرا فاضلا».

  الثاني: «أرى» المنقولة بالهمزة من «رأى» المتعدية لاثنين، نحو «أريت زيدا عمرا فاضلا» [بمعنى أعلمته] قال الله تعالى: {كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ}⁣[البقرة، ١٦٧]، فالهاء والميم مفعول أول، و «أعمالهم» مفعول ثان، و «حسرات» مفعول ثالث.

  والبواقي ما ضمّن معنى أعلم وأرى المذكورتين من «أنبأ» و «نبّأ» و «أخبر» و «خبّر» و «حدّث» تقول: أنبأت زيدا عمرا فاضلا، بمعنى أعلمته، وكذلك تفعل في البواقي.

  وإنما أصل هذه الخمسة أن تتعدى لاثنين: إلى الأول بنفسها، وإلى الثاني بالباء أو عن، نحو {أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ}⁣[البقرة - ٣٣] {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ}⁣[الأنعام - ١٤٣] {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ}⁣[الحجر، ٥١]، وقد يحذف الحرف نحو: {مَنْ أَنْبَأَكَ هذا}⁣[التحريم - ٣].

  ثم قلت: ولا يجوز حذف مفعول في باب ظنّ، ولا غير الأوّل في باب أعلم وأرى، إلّا لدليل، وبنو سليم يجيزون إجراء القول مجرى الظّنّ، وغيرهم يخصّه بصيغة «تقول» بعد استفهام متّصل، أو منفصل بظرف أو معمول أو مجرور.

  وأقول: ذكرت في هذا الموضع مسألتين متممتين لهذا الباب:

  أحدهما: أنه يجوز حذف المفعولين أو أحدهما لدليل، ويمتنع ذلك لغير دليل، مثال حذفهما لدليل قوله تعالى {أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}⁣[القصص، ٦٢ و ٧٤]، أي تزعمونهم شركاء، كذا قدروا، والأحسن عندي أن يقدر: أنهم شركاء، وتكون أنّ وصلتها سادة مسدّهما؛ بدليل ذكر ذلك في قوله تعالى: {وَما نَرى مَعَكُمْ