شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأسماء التي تعمل عمل الفعل عشرة

صفحة 399 - الجزء 1

  (٢) الثاني: الاستفهام، كقوله:

  ٢٠٤ - أنا ورجالك قتل امرئ ... من العزّ في حبّك اعتاض ذلّا؟

  (٣) الثالث: اسم مخبر عنه باسم الفاعل، كقوله تعالى:

  {إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ}⁣(⁣١).


الإعراب: «ما» نافية، «راع» مبتدأ، مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين، «الخلان» فاعل براع أغنى عن خبره مرفوع بالضمة الظاهرة، «ذمة» مفعول به لراع، منصوب بالفتحة الظاهرة، وذمة مضاف و «ناكث» مضاف إليه، «بل» حرف إضراب «من» اسم موصول مبتدأ، مبني على السكون في محل رفع، «وفي» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الموصولة الواقعة مبتدأ، والجملة لا محل لها صلة الموصول، والعائد هو ذلك الضمير المستتر في وفي، «يجد» فعل مضارع، مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الموصولة أيضا، «الخليل» مفعول أول ليجد «خليلا» مفعول ثان ليجد، وجملة يجد وفاعله ومفعوليه في محل رفع خبر المبتدأ، والرابط هو الضمير المستتر في يجد.

الشّاهد فيه: قوله «ما راع الخلان ذمة ناكث» حيث أعمل اسم الفاعل وهو قوله راع، في المفعول به الذي هو قوله «ذمة ناكث» بعد أن رفع به الفاعل المغنى عن الخبر، وإنما أعمله في المفعول لكونه معتمدا على حرف النفي، وهو ما.

٢٠٤ - هذا بيت من المتقارب، وقد نسب قوم هذا البيت إلى حسان بن ثابت، وقد راجعت ديوانه كله فلم أجده فيه، ولا وجدت له ذكرا في الشعر المنحول لحسان ¥، وأقول: إنه لا تظهر عليه مسحة شعر حسان.

اللّغة: «ناو» اسم فاعل من مصدر «نوى الشيء ينويه» إذا اعتزم فعله، وصمم عليه، وقرن هذا العزم بالأخذ فيه، «اعتاض» افتعل من العوض، والمراد بهذا الكلام أنه قد صار إلى حال الذل والانكسار من بعد أن كان عزيزا.

الإعراب: «أناو» الهمزة للاستفهام، ناو: مبتدأ، مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين، «رجالك» رجال: فاعل بناو، سد مسد خبره، رجال مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه، «قتل» مفعول به لناو، منصوب بالفتحة الظاهرة، وقتل مضاف، و «امرئ» مضاف إليه، «من العز» جار ومجرور متعلق بقوله اعتاض الآتي، «في حبك» الجار


(١) سورة الطلاق، الآية: ٣، والاستشهاد بالآية إنما يتم على قراءة من نوّن «بالغ» ونصب «أمره» وقراءة حفص بإضافة «بالغ» إلى «أمره» ولا تكون الآية الكريمة على هذه القراءة محل الاستشهاد على ما نحن بصدده.