شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأسماء التي تعمل عمل الفعل عشرة

صفحة 411 - الجزء 1

  و «رويده» و «تيده» بمعنى أمهله⁣(⁣١).

  (٢) وما سمّى به الماضي، وهو أكثر مما سمى به المضارع؛ فلهذا قدّم عليه، ومثّلت له بمثالين: «هيهات» بمعنى بعد، و «شتّان» بمعنى افترق، قال:

  ٢١٢ - فهيهات هيهات العقيق ومن به ... وهيهات خلّ بالعقيق نواصله


وجدت له سابقا ولا لاحقا.

الإعراب: «دونكها» دونك: اسم فعل أمر بمعنى خذي، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وضمير الغائبة مفعول به، مبني على السكون في محل نصب، «يا» حرف نداء، «أم» منادى، وأصله أمي فحذفت ياء المتكلم، ويجوز في أم ثلاثة أوجه: أولها الكسر، وذلك لدلالة الكسرة على ياء المتكلم المحذوفة، وثانيها الفتح، على تقدير أن ياء المتكلم انقلبت ألفا بعد فتح ما قبلها ثم حذفت الألف وبقيت الفتحة للدلالة على تلك الألف، وثالثها الضم على أنك قطعت النظر عن الياء وجعلته منادى مبنيّا «لا» نافية، «أطيقها» أطيق: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وضمير الغائبة مفعول به.

الشّاهد فيه: قولها «دونكها» حيث استعملت دونك اسم فعل أمر بمعنى خذي.

واعلم أن اسم الفعل على ضربين: مرتجل، ومنقول، فالمرتجل ما لم يستعمل من قبل في شيء آخر، ومثاله شتان وصه ووي، والمنقول إما أن يكون في الأصل مصدرا نحو رويد وبله، وإما أن يكون في الأصل ظرفا نحو وراءك بمعنى تأخر وأمامك بمعنى تقدم ومكانك بمعنى اثبت، وإما أن يكون في الأصل جارّا ومجرورا نحو عليك بمعنى الزم.

٢١٢ - هذا بيت من الطويل من كلام جرير بن عطية، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٤٦١) وفي القطر (رقم ١١٤).

اللّغة: «هيهات» بعد، ويروى في الأماكن الثلاث «أيهات» بالهمزة المبدلة من الهاء «العقيق» اسم مكان، وفي بلاد العرب أربعة أماكن بهذا الاسم: عقيق اليمامة، وعقيق المدينة، وعقيق تهامة، وعقيق القنان بنجد، «خل» بكسر الخاء المعجمة - أي: صديق.


(١) فسر ابن منظور في اللسان «تيد» بالرفق، فكأنه إذا كان اسم فعل يكون بمعنى ترفق به، وعبارة المؤلف أدق؛ لأن هذا اللفظ ينصب المفعول به بنفسه كما حكاه ابن منظور نفسه، وترفق يتعدى بحرف الجر. ومن شواهد «رويد» قول الشاعر:

رويد عليّا، جدّ ما ثدي أمّهم ... إلينا، ولكن ودّهم متماين