شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأسماء التي تعمل عمل الفعل عشرة

صفحة 426 - الجزء 1

  و «الزيدان - أو الهندان - أفضل من عمرو» و «الزيدون - أو الهندات - أفضل من عمرو» والثاني: المضاف إلى نكرة، تقول «زيد أفضل رجل» و «الزيدان أفضل رجلين» و «الزيدون أفضل رجال» و «هند أفضل امرأة» و «الهندان أفضل امرأتين» و «الهندات أفضل نسوة» وتجب المطابقة في تلك النكرة كما مثلنا، وأما قوله تعالى: {وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ}⁣[البقرة، ٤١] فالتقدير أول فريق كافر، ولو لا ذلك لقيل: أول كافرين، أو التقدير: ولا يكن كل منكم أول كافر، مثل: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً}⁣[النور - ٤].

  والثالث: ما يجوز فيه الوجهان، وهو المضاف لمعرفة، تقول: «زيد أفضل القوم» و «الزيدان أفضل القوم» و «الزيدون أفضل القوم» و «هند أفضل النساء» و «الهندان أفضل النساء» و «الهندات أفضل النساء» وإن شئت قلت «الزيدان أفضلا القوم» و «الزيدون أفضلو القوم» و «هند فضلى النساء» و «الهندان فضليا النساء» و «الهندات فضليات النساء» وترك المطابقة أولى، قال الله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ}⁣[البقرة، ٩٦]، ولم يقل أحرصي الناس، وقال الشاعر:

  ٢٢٣ - وميّة أحسن الثّقلين جيدا ... وسالفة وأحسنهم قذالا


٢٢٣ - هذا بيت من الوافر من كلام ذي الرمة، واسمه غيلان بن عقبة - وقد روى أبو العباس المبرد في الكامل (٣ - ٤٨) هذا البيت أول أربعة أبيات، وبعده قوله:

فلم أر مثلها نظرا وعينا ... ولا أمّ الغزال ولا الغزالا

اللّغة: «جيدا» هو العنق، «سالفة» هي في الأصل صفحة العنق، ثم استعملت في خصلة الشعر التي تسترسل على الخد، «قذالا» بزنة سحاب - ما بين نقرة القفا إلى الأذن.

الإعراب: «مية» مبتدأ، «أحسن» خبر المبتدأ، وأحسن مضاف و «الثقلين» مضاف إليه، «جيدا» تمييز، «وسالفة» معطوف على قوله جيدا، «وأحسنهم» الواو عاطفة، أحسن: معطوف على الخبر، وأحسن مضاف وضمير الغائبين العائد إلى الثقلين باعتبار أفرادهما مضاف إليه «قذالا» تمييز.

الشّاهد فيه: قوله «أحسن الثقلين» وقوله «وأحسنهم» حيث جاء بأفعل التفضيل الجاري على مفرد مؤنث هو مية، مفردا مذكرا، وأفعل التفضيل مضاف إلى معرفة في الموضعين، ألا تراه مضافا إلى المحلى بأل في الأول، وإلى الضمير في الثاني؟ ولو أنه أتى به مطابقا للذي جرى عليه لقال: «ومية حسنى الثقلين جيدا» و «حسناهم قذالا».