شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

التنازع

صفحة 431 - الجزء 1

  في أحد القولين.

  ومثال تنازع الفعل والاسم: {هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ}⁣[الحاقة - ١٩].

  واتفق الفريقان على جواز إعمال أيّ العاملين شئت، ثم اختلفوا في المختار: فاختار الكوفيون إعمال الأول لتقدمه، والبصريون إعمال المتأخر لمجاورته المعمول، وهو الصواب في القياس، والأكثر في السماع.

  فإذا أعمل الثاني نظرت، فإذا احتاج الأول لمرفوع أضمر على وفق الظاهر المتنازع فيه، نحو «قاما وقعد أخواك» و «قاموا وقعد إخوتك» و «قمن وقعد نسوتك» وهذا إجماع من البصريين، وإن احتاج لمنصوب فلا يخلو: إما أن يصح الاستغناء عنه أو لا، فإن صح الاستغناء عنه وجب حذفه، نحو: «ضربت وضربني زيد» ولا يجوز أن تضمره فتقول: ضربته وضربني زيد، إلا في ضرورة الشعر، قال الشاعر:

  ٢٢٦ - إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب ... جهارا فكن في الغيب أحفظ للودّ


مرفوع، أما كونه مرفوعا فظاهر، وأما كونه سببيّا فلأنه اسم ظاهر مضاف إلى ضمير يعود إلى عزة، ولكون المؤلف لا يرى هذا البيت من باب التنازع قال بعد إنشاده، «في أحد القولين» فافهم ذلك.

٢٢٦ - هذا بيت من الطويل، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وهو من شواهد المؤلف في كتابه أوضح المسالك (رقم ٢٤٥) وابن عقيل (رقم ١٦٤) والأشموني (رقم ٤١٧).

الإعراب: «إذا» ظرفية تضمنت معنى الشرط، «كنت» كان: فعل ماض ناقص، وضمير المخاطب اسمه، «ترضيه» ترضي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وضمير الغائب مفعول به، والجملة في محل نصب خبر كان، «ويرضيك» الواو عاطفة، يرضي: فعل مضارع، وضمير المخاطب مفعول به، «صاحب» فاعل، وهذه الجملة في محل نصب معطوفة على خبر كان، وجملة كان واسمه وخبره في محل جر بإضافة إذا إليها، «جهارا» منصوب على الظرفية عامله أحد الفعلين السابقين، «فكن» الفاء لربط الجواب بالشرط، كن: فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «في الغيب» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من اسم كن، «أحفظ» خبر كن منصوب بالفتحة الظاهرة «للودّ» جار ومجرور متعلق بأحفظ.

الشّاهد فيه: قوله «ترضيه ويرضيك صاحب» حيث تنازع كل من العاملين - وهما ترضي ويرضيك - الاسم الذي بعدهما، وهو صاحب، والأول يطلبه مفعولا، والثاني يطلبه فاعلا، وقد