شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

التوابع خمسة:

صفحة 450 - الجزء 1

  ٢٣٤ - بكم قريش كفينا كلّ معضلة ... وأمّ نهج الهدى من كان ضلّيلا

  وكذلك ينقسمان - بحسب التعريف والتنكير - إلى معرفتين نحو {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦ صِراطَ الَّذِينَ}⁣[الفاتحة، ٦ و ٧] ونكرتين نحو {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ٣١ حَدائِقَ}⁣[النبأ، ٣١ و ٣٢] ومتخالفين فإما أن يكون البدل معرفة والمبدل منه نكرة نحو {إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٢ صِراطِ اللهِ}⁣[الشورى، ٥٢ و ٥٣] أو يكونا بالعكس نحو {لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ١٥ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ}⁣[العلق، ١٥ و ١٦] وقول الشاعر:

  ٢٣٥ - * إنّ مع اليوم أخاه غدوا*


٢٣٤ - هذا بيت من البسيط، ولم أقف على نسبة هذا البيت إلى قائل معين.

اللّغة: «قريش» أعظم قبائل العرب، وأصحاب الإمرة عليهم في الجاهلية، ومنهم الرسول ÷، «كفينا» أي: وقينا، «معضلة» بكسر الضاد - اسم فاعل من أعضل الأمر؛ إذا اشتد وصعب المخرج منه، «أم» قصد، «نهج الهدى» طريقه، «ضليلا» بكسر الضاد وتشديد اللام مكسورة - الشديد الضلال.

الإعراب: «بكم» جار ومجرور متعلق بقوله كفينا الآتي، «قريش» بدل من كاف المخاطبين المجرورة محلا بالباء، «كفينا» كفي: فعل ماض مبني للمجهول؛ وضمير المتكلم عن نفسه وغيره نائب فاعل، وهو المفعول الأول، «كل» مفعول ثان لكفى؛ وكل مضاف و «معضلة» مضاف إليه «وأم» الواو حرف عطف؛ أم: فعل ماض، «نهج» مفعول به لأم، ونهج مضاف و «الهدى» مضاف إليه، «من» اسم موصول: فاعل أم، مبني على السكون في محل رفع، «كان» فعل ماض ناقص؛ واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، «ضليلا» خبر كان، والجملة من كان واسمه وخبره لا محل لها صلة الموصول.

الشّاهد فيه: قوله «بكم قريش» حيث أبدل الاسم الظاهر، وهو قوله قريش؛ من ضمير الحاضر، وهو ضمير المخاطبين المجرور محلا بالباء، بدل كلّ من كلّ، من غير أن يدل البدل على الإحاطة، وهذا النوع من الإبدال محل خلاف بين العلماء، فلم يثبته جمهور البصريين، وأثبته الكوفيون والأخفش تمسكا بمثل هذا البيت.

٢٣٥ - هذا بيت من مشطور الرجز، وقبله قوله:

* لا تقلواها وادلواها دلوا*

وفي بعض نسخ الشرح ذكر هذا البيت أيضا مع الشاهد، وقد أنشد ابن يري ذلك البيت ولم ينسبه لمعين.