شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

يلحق بهذا الجمع ألفاظ

صفحة 86 - الجزء 1

  ومنها «أرضون» وهو بفتح الراء، وهو جمع تكسير لمؤنث لا يعقل؛ لأن مفرده أرض ساكن الراء، والأرض مؤنثة؛ بدليل {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها}⁣[الزلزلة، ٢] وهي مما لا يعقل قطعا، وإنما حقّ هذا الإعراب - أي: الذي يجمع بالواو والنون - أن يكون في جمع تصحيح لمذكر عاقل، تقول: هذه أرضون، ورأيت أرضين، ومررت بأرضين، وفي الحديث: «من غصب قيد شبر من أرض طوّقه من سبع أرضين يوم القيامة» وربما سكنت الراء في الضرورة، كقوله:

  ١٦ - لقد ضجّت الأرضون إذ قام من بني ... هداد خطيب فوق أعواد منبر

  ومنها «سنون» وهو كأرضون؛ لأنه جمع سنة، وسنة مفتوح الأول، وسنون مكسور الأول، وسنة مؤنث غير عاقل، وأصله سنو أو سنه؛ بدليل قولهم في جمعه بالألف والتاء: سنوات، وسنهات، وقولهم في اشتقاق الفعل منه: سانهت وسانيت وأصل سانيت سانوت، فقلبوا الواو ياء حين تجاوزت متطرفة ثلاثة أحرف.


١٦ - هذا بيت من الطويل، وقائله كعب بن معدان الأشقري، وممن استشهد به من النحاة السيوطي في همع الهوامع، وابن جني في كتابه المحتسب ١/ ٢١٨.

اللّغة والرّواية: «هداد» بوزن سحاب - حى من اليمن، ويروي كثير من الناس «إذ قام من بني سدوس» ولكن رواية الأثبات مثل رواية المؤلف.

المعنى: يهجو قوما بأنهم ليسوا أهلا للتقدم ولا للرياسة، وأنهم لا يحسنون الكلام، وذكر أن الأرض اضطربت وضج أهلها حين قام من هؤلاء خطيب يخطب الناس.

الإعراب: «لقد» اللام موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق، «ضجت» ضج: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث، «الأرضون» فاعل ضج مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في مفرده، «إذ» كلمة دالة على التعليل قيل: إنها ظرف، وقيل: إنها حرف، «قام» فعل ماض، «من بني» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من خطيب، لأن أصل هذا الجار والمجرور نعت له، فلما تقدم عليه صار حالا؛ لأن نعت النكرة إذا تقدم عليها أعرب حالا لئلا يلزم تقدم التابع على المتبوع، وبني مضاف، و «هداد» مضاف إليه، «خطيب» فاعل قام «فوق» ظرف مكان متعلق بقام، وفوق مضاف، و «أعواد» مضاف إليه، وأعواد مضاف و «منبر» مضاف إليه.