الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل العين

صفحة 1085 - الجزء 3

  وقد عَارضَ الشِعْرَى سُهَيْلٌ كأنَّه ... قَرِيعُ هِجَانٍ عَارضَ الشَوْلَ جافِرُ

  ويقال: ضرب الفحلُ الناقةَ عِرَاضاً، وهو أن يقاد إليها ويُعْرَضُ عليها، إن اشتهتْ⁣(⁣١) ضَرَبَها وإلَّا فلَا، وذلك لكرمها. قال الشاعر⁣(⁣٢):

  قَلَائِصُ لا يَلْقَحْنَ إلَّا يَعَارَةً ... عِرَاضاً ولا يُشْرَيْنَ إلَّا غَوالِيا

  والعِرَاضُ: سِمَةٌ. قال يعقوب: هو خطٌّ فى الفخذ⁣(⁣٣) عَرْضاً. تقول منه: عَرَضَ بَعِيرَهُ عَرْضاً.

  وبَعِيرٌ ذو عِرَاضٍ: يُعَارِضُ الشجر ذا الشوك بفيه.

  وناقةٌ عِرَضْنَةٌ بكسر العين وفتح الراء والنون زائدةٌ، إذا كان من عادتها أن تمشى مُعَارَضَةً، للنشاط. وقال:

  * عِرَضْنَةُ لَيْلٍ فى العِرَضْنَاتِ جُنَّحَا*

  أى من العِرَضْنَاتِ، كما يقال، فلانٌ رجلٌ من الرجال.

  ويقال أيضاً: هو يمشى العِرَضْنَةَ، ويمشي العِرَضْنَى، إذا مشَى مِشيةً فى شِقٍّ فيها بَغْىٌ، من نشاطه.

  ونظرت إلى فلان عِرَضْنَةً، أى بمؤْخِر عينى.

  وتقول فى تصغير العِرَضْنَى: عُرَيْضِنٌ، تثبت النونَ لأنَّها ملحقةٌ، وتحذف الياء لأنَّها غير ملحقة.

  وقولُ أبى ذؤيبٍ فى وصف برق:

  * كأَنَّهُ فى عِرَاضِ الشَامِ مِصباحُ⁣(⁣١) *

  أى فى شِقِّه وناحيته.

  والعارِضُ: السحابُ يَعْتَرِضُ فى الأفق.

  ومنه قوله تعالى: {هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا} أى ممطرٌ لنا، لأنَّه معرفة لا يجوز أن يكون صفةً لِعَارِضٍ وهو نكرة⁣(⁣٢). والعرب إنَّما تفعل مثل هذا فى الأسماء المشتقّة من الأفعال دون غيرها.

  قال جرير:

  يَا رُبَّ غَابِطِنَا لو كان يعرفكم ... لَاقَى مُبَاعَدَةً منكم وحِرْمَانا

  فلا يجوز أن تقول هذا رجلٌ غُلَامُنَا. وقال أعرابىٌّ بعد الفطر: «رُبَّ صَائِمِهِ لنْ يصومه، ورُبَّ قَائِمِهِ لن يقومه»، فجعله نعتاً للنكرة وأضافه إلى المعرفة.


(١) قوله إن اشتهت الخ، أحسن من قول القاموس «إن اشتهاها» لأنه إذا اشتهاها فضربها لا يثبت الكرم لها ا ه. نبه عليه م ر.

(٢) هو الراعى.

(٣) قوله فى الفخذ انظر ما سيأتى فى الحاشية ٣ ص ١٠٨٨.

(١) وصدره:

أمنك برق أبيت الليل أرقبه

(٢) فيه أن الإضافة فى مثل «ممطرنا» إضافة لفظية لا تفيد تعريفا.