الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل العين

صفحة 1088 - الجزء 3

  يقول إنَّ هذه الناقة تتقدَّم الإبلَ فلا يلحقها الحادى، وعليها تمرٌ فتقَعُ عليها الغِربان فتأكل التمرَ، فكأنَّها قد عرَّضتهن.

  ويقال: اشْتَرِ عُرَاضةً لأهلك، أى هديةً وشيئاً تحمله إليهم، وهو بالفارسية «رَاهْ آوَرْدْ».

  والعُرَاضُ أيضا: العَرِيضُ، كالكُبَارِ للكبير. وقال الساجعُ: «أَرْسِلِ العُرَاضَاتِ أَثَرَا⁣(⁣١)». يقول: أرسل الإبلَ العريضاتِ الآثارِ. ونصب، «أثراً» على التمييز.

  وقوسٌ عُرَاضَةٌ، أى عَرِيضةٌ. قال أبو كبير:

  وعُرَاضَةُ السِيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها ... تَأْوِى طَوَائِفُهَا لعَجْسٍ عَبْهَرِ⁣(⁣٢)

  والمُعَرَّضُ: نَعَمٌ وسْمُهُ العِرَاضُ⁣(⁣٣) قال الراجز:

  * سَقْياً بحيث يُهْمَلُ المُعَرَّضُ *

  تقول منه: عَرَّضْتُ الإبلَ. وتَعَرَّضْتُ لفلان، أى تصدَّيت له. يقال: تَعَرَّضْتُ أسألهم.

  وتَعَرَّضَ بمعنى تَعَوَّجَ. يقال: تَعَرَّضَ الجملُ فى الجبل، إذا أخذَ فى مسيره يميناً وشمالا لصعوبة الطريق.

  قال ذو البِجَادَيْنِ - وكان دليل رسول الله ÷ برَكُوبَةَ⁣(⁣١) يخاطب ناقته:

  تَعَرَّضِي مَدَارِجاً وسُومِى ... تَعَرُّضَ الجوزاءِ للنُّجُومِ

  هذا أبو القاسِم⁣(⁣٢) فاسْتَقِيمِي

  قال الأصمعى: الجوزاءُ تمرُّ على جنبٍ وتُعَارِضُ النجومَ مُعَارَضَةً ليست بمستقيمة فى السماء. قال لبيد:

  أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُرُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها

  وكذلك قوله:

  فاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ ... فَلَخَيْرُ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها

  أى تعوّج.

  والعَرُوضُ: الناقةُ التى لم تُرَضْ.

  وأما قول الشاعر:

  وَرَوْحَةِ دُنْيَا بين حَيَّيْنِ رُحْتَها ... أُسِيرُ عَسِيراً أو عَرُوضاً أَرُوضُها


(١) قال الساجع: إذا طلعت الشعرى سفرا، ولم تر مطرا، فلا تغذون إمرة ولا إمراً، وأرسل العراضات أثراً، يبغينك فى الأرض معمرا

(٢) قال ابن برى: أورده الجوهرى مفرداً «وعراضة» أى - بالرفع - وصوابه «وعراضة» بالخفض. وقبله:

لما رأى أن ليس عنهم مقصر ... قصر اليمين بكل أبيض مطحر

(٣) العراض والعلاط فى العنق، الأول عرضاً والثانى طولا ا ه. نقله م ر عن ابن الرمانى فى شرح كتاب سيبويه. وهو خلاف ما فى القاموس والصحاح.

(١) ركوبة: ثنية بين مكة والمدينة عند العرج.

(٢) ويروى: «هو أبو القاسم».