الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

عجرف

صفحة 1401 - الجزء 4

  يقال: ما أطيب عَرْفَهُ. وفى المثل: «لا يَعْجِزُ مَسْكُ السَوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ».

  والعَرْفَةُ: قرحةٌ تخرج فى بياض الكفّ عن ابن السكيت. يقال: عُرِفَ⁣(⁣١) الرجل فهو مَعْرُوفٌ، أى خرجتْ به تلك القَرحة.

  والمَعْرُوفُ: ضدّ المنكر. والعُرْفُ: ضد النُّكْرِ. يقال: أولاه عُرْفاً، أى مَعْرُوفاً.

  والعُرْفُ أيضا: الاسمُ من الاعتراف، ومنه قولهم: له علىَّ أَلْفٌ عُرْفاً، أى اعْتِرَافاً، وهو توكيد.

  والعُرْفُ: عُرْفُ الفرسِ. وقوله تعالى: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً}، يقال هو مستعار من عُرْفِ الفرس، أى يتتابعون كعُرْفِ الفرس ويقال: أُرْسِلَتْ بِالْعُرْفِ، أى بِالْمَعْرُوفِ.

  والْمَعْرَفَةُ بفتح الراء: الموضعُ الذى ينبُت عليه العُرْفُ.

  والْعُرْفُ والعُرُفُ: الرملُ المرتفُع⁣(⁣٢). قال الكميت:

  أأَبْكاكَ⁣(⁣٣) بِالْعُرُفِ المَنْزِلُ ... وما أنْتَ والطَلَلُ المُحْوِلُ

  وهو مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. وكذلك الْعُرْفَةُ، والجمع عُرَفٌ وأَعْرَافٌ. ويقال الْأَعْرَافُ الذى فى القرآن: سُورٌ بين الجنة والنار.

  وشئ أَعْرَفُ، أى له عُرْفٌ.

  وأَعْرَفَ الفرسُ، أى طال عُرْفُهُ. واعْرَوْرَفَ أى صار ذا عُرْفٍ.

  واعْرَوْرَفَ الرجلُ، أى تهيأ للشر.

  واعْرَوْرَفَ البحرُ، أى إرتفعت أمواجه.

  ويقال للضبع عَرْفَاءُ، سُمِّيَتْ بذلك لكثرة شعرها.

  والْعِرْفُ بالكسر، من قولهم: ما عَرَفَ عِرْفِى إلّا بأَخَرَةٍ، أى ما عَرَفَنِى إلّا أخيرا.

  وتقول: هذا يوم عَرَفَةَ غير منوّن، ولا تدخله الألف واللام.

  وعَرَفَاتُ: موضعٌ بمنًى⁣(⁣٤)، وهو اسمٌ فى لفظ الجمع فلا يجمع. قال الفراء: ولا واحدَ له بصحّةٍ.

  وقول الناس: نزلنا عَرَفَةَ شبيهٌ بمُوَلَّدٍ، وليس بعربىّ محض⁣(⁣٥). وهى معرفة وإن كان جمعاً، لأنّ الأماكن لا تزول، فصار كالشئ الواحد، وخالف الزَيْدِينَ. تقول: هؤلاء عَرَفَاتٌ حَسَنَةً، تنصب النعت لأنه نكرة. وهى مصروفة. قال تعالى: {فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ} قال الأخفش: إنما صُرِفَتْ لأن التاء صارت بمنزلة الياء والواو فى مُسْلِمينَ وَمُسْلِمُونَ، لأنّه تذكيره، وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سُمِّىَ به تُرِكَ على حاله


(١) عُرِفَ كُعنِىَ عَرْفاً.

(٢) وقيل: موضع، وقيل: جيل.

(٣) فى اللسان: «أَهَاجَكَ».

(٤) عرفات: موضع بينه وبين مكة حوالى أربعة عشر ميلا، وفى الحديث الشريف «الحج عرفة» وهى ميدان فسيح، ولا بد للحاج أن يدخل عرفة فى يوم مخصوص بالشرؤط التى نص عليها الفقهاء.

(٥) إذا أراد «عرفة» اسم الموضع فوهم فقد جاء في الحديث الشريف «الحج عرفة» و «عرفة كلها موقف» وإذا أراد التعبير فالتعبير صحيح.