الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الألف

صفحة 1866 - الجزء 5

  وإلَهٍ وآلِهةٍ، فأُدِغمت الميمُ فنُقِلَتْ حركتها إلى ما قبلها، فلما حرّكوها بالكسر جعلوها ياءً.

  وقرئ: فقَاتِلُوا أَيِمَّةَ الكُفْرِ، قال الأخفش: جُعِلت الهمزةُ ياءً لأنها فى موضع كسر وما قبلها مفتوح، فلم يُهْمَزْ لاجتماع الهمزتين. قال: ومن كان مِن رأيه جمع الهمزتين هَمَزَهُ. قال: وتصغيرها أُوَيْمَّةٌ، لما تحرّكت الهمزة بالفتحة قلبها واواً.

  وقال المازنى: أُيَيْمَّةٌ، ولم يقلب.

  وتقول: كنتُ أَمامَه، أى قُدَّامَه.

  وقوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ} قال الحسن: فى كتاب مبين.

  وأُمَامَةُ: اسم امرأة.

  قال ابن السكيت: الأَمَمُ بين القريب والبعيد، وهو من المُقَارَبَة. والأمَمُ: الشئ اليسير؛ يقال: ما سألتُ إلّا أَمَماً. ولو ظلمت⁣(⁣١) ظُلْماً أَمَماً.

  وقولُ زهير:

  * وجِيرَةٌ ما هُمُ لو أَنَّهُمْ أَمَمُ⁣(⁣٢) *

  يقول: أَىُّ جِيرَةٍ كانوا لو أَنَّهُمْ بالقُرْب منِّى.

  ويقال: أخذتُ ذلك من أَمَمٍ، أى من قُرْبٍ. ودَارِى أَمَمُ دَارِهِ، أى مُقابِلَتُها.

  أبو عمرو: المُؤَامُ، بتشديد الميم: المُقارِبُ، أُخِذَ من الأَمَمِ وهو القُرْب.

  ويقال هذا أمرٌ مُؤَامٌ، مثل مُضَارٍّ⁣(⁣٣).

  ويقال للشئ إذا كان مُقارِباً: هو مُؤَامٌ.

  وتَأَمَّمَتْ، أى اتخذتْ أُمًّا. قال الكميت:

  وَمِنْ عَجَبٍ بَجِيلَ لَعَمْرُ أُمٍ ... غَذَتْكِ وغَيْرَهَا تَتَأَمَّمِينا⁣(⁣٤)

  وقول الشاعر:

  وما أَمِّى وأمُ الوَحْشِ لَمَّا ... تَفَرَّعَ فى مَفَارِقِىَ المَشِيبُ

  يقول: ما أَنَا وطَلَبُ الوحشِ بعد ما كَبِرْتُ.

  يعنى الجوارىَ. وذِكْرُ الأَمِ حشوٌ فى البيت.

  وأَمَّا أَمْ مُخَفَّفَةً فهى حرفُ عطفٍ فى الاستفهام، ولها موضعان: أحدهما أن تقع مُعادِلَةً لِأَلِفِ الاستفهام بمعنى أَىٍّ. تقول: أَزَيْدٌ فى الدار أم عمرٌو؟ والمعنى أيُّهما فيها.


(١) فى اللسان: «ويقال ظلمت».

(٢) صدره:

كأن عيني وقد يال السليل بهم

ويروى وعبره ما هم أي هم عبة لي وحقيقته: هم سبب بكائى وعَبْرَتى. وما زائدة.

(٣) فى الأصل: «مضان»، صوابه من اللسان.

(٤) فى اللسان: ومن عجب خبر مبتدأ محذوف، تقديره ومن عجب انتفاؤكم عن أمكم التى أرضَعتكم واتخاذكم {أُمًّا} غيرها.