الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ضحا

صفحة 2407 - الجزء 6

  من البعل ولكم الضامنة من النخل»، وقد فسرناه فى باب النون.

  ويقال: فعل ذلك الأمر ضَاحِيَةً، أى علانيةً.

  قال:

  عَمِّى الذى مَنَعَ الدينارَ ضَاحِيَةً ... دِينَارَ نَخَّةِ كلبٍ وهو مشهودُ

  والضَّوَاحِى: السموات. وأمَّا قول جرير:

  فما شجراتُ عِيصِكَ فى قريشٍ ... بَعشَّاتِ الفُرُوعِ ولا ضَوَاحِى⁣(⁣١)

  فإنّما أراد أنّها ليست فى نواحٍ.

  قال الأصمعى: ويستحبّ من الفرس أن يَضْحَا عِجَانُهُ، أى يظهر.

  أبو زيد: ضَحَا الطريق يَضْحُو ضَحْواً، إذا بدا لك وظهر.

  وضَحِيتُ بالكسر ضَحًى: عرقت.

  وضَحِيتُ أيضاً للشمس ضَحَاءً ممدودٌ، إذا برزْتَ لها. وضَحَيْتُ بالفتح مثله. والمستقبل أَضْحَى فى اللغتين جميعا. وفى الحديث أن ابن عمر ® رأى رجلا مُحْرِماً قد استظَّل فقال: «أَضْحِ لمن أحرمت له».

  هكذا يرويه المحدِّثون بفتح الألف وكسر الحاء، من أَضْحَيْتُ. وقال الأصمعىّ: إنما هو اضْحَ لمن أحرمتَ له، بكسر الألف وفتح الحاء، من ضَحِيتُ أَضْحَى؛ لأنَّه إنما أمره بالبروز للشمس. ومنه قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى}.

  وتقول: أَضْحَى فلانٌ يفعل كذا، كما تقول: ظل يفعل كذا.

  وضَحَّى فلانٌ غنمَه، أى رعاها بالضُحَا.

  ويقال أيضا: ضَحَّى بشاةٍ من الْأُضْحِيَّةِ، وهى شاة تذبح يوم الأَضْحَى. قال الأصمعى: وفيها أربع لغات إضْحِيَّةٌ وأُضْحِيَّةٌ والجمع أَضَاحِىُ، وضَحِيَّةٌ على فَعِيلَةٍ والجمع ضَحَايَا، وأَضْحَاةٌ والجمع أَضْحًى كما يقال أَرْطَاةٌ وأرْطًى. وبها سمّى يوم الْأَضْحَى.

  قال الفراء: الْأَضْحَى تؤنّث وتذكّر، فمن ذكَّر ذهب إلى اليوم. وأنشد⁣(⁣٢):

  رَأَيْتُكُمُ بَنِى الخَذْوَاءِ لَمَّا ... دَنَا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِحامُ

  تولَّيتم بوُدِّكُمُ وقلتمْ ... لَعَكٌّ منك أقربُ أو جُذَامُ⁣(⁣٣)


= وقلة كنان الرمح بارزة ... ضحيانه في شهور الصيف محراق

(١) العَشَّةُ: الشجرة اللَّئيمَةُ المنبت الدقيقة القضبان والضواحى، بادية العيدان ولا ورق عليها.

(٢) الشعر لأبى الغول النهشلى.

(٣) الرواية: =