الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل العين

صفحة 2421 - الجزء 6

  وعَدَاهُ يَعْدُوهُ، أى جاوزه.

  وما عَدَا فلانٌ أن صنع كذا.

  وما لى عن فلان مَعْدًى، أى لا تَجاوُزَ لى إلى غيره. يقال: عَدَّيْتُهُ فَتَعَدَّى، أى تجاوز.

  وعَدِّ عما ترى، أى اصرفْ بصركَ عنه.

  وتَعَادَى القومُ، إذا أصاب هذا مثلُ داءِ هذا من العَدْوَى، أو يموت بعضهم فى إثْر بعض.

  قال الشاعر:

  فمَا لَكِ من أَرْوَى تَعَادَيْتِ بالعَمَى ... ولاقيتِ كَلَّاباً مُطِلًّا ورامِيا

  والعُدْوَانُ: الظُلم الصراح. وقد عَدَا عليه، وتَعَدَّى عليه، واعْتَدَى كلُّه بمعنًى.

  وعَوَادِى الدهر: عوائقه. قال الشاعر⁣(⁣١):

  هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ من يَتَجَنّبُ ... وعَدَتْ عَوَادٍ دُون وَلْيِكَ تَشْعَبُ⁣(⁣٢)

  والْعِدْوَةُ والْعُدْوَةُ: جانبُ الوادى وحافَتُه.

  قال الله تعالى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى}. والجمع عِدَاءٌ، مثل بُرْمَةٍ وبِرامٍ، ورِهْمَةٍ ورِهَامٍ، وعِدَيَاتٌ⁣(⁣٣).

  وقال أبو عمرو: العُدْوَةُ والعِدْوَةُ: المكان المرتفع.

  والعَدْوَى: طلبُك إلى والٍ لِيُعْدِيَكَ على مَن ظلمك، أى ينتقم منه. يقال: اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأميرَ فَأَعْدَانِى عليه، أى استعَنت به عليه فأَعَانَنِى عليه، والاسم منه العَدْوَى، وهى المَعُونَةُ.

  والعَدْوَى أيضاً: ما يُعْدِى من جرَبٍ أو غيره، وهو مجاوزتُهُ مَن صاحَبه إلى غيره. يقال: أَعْدَى فلانٌ فلاناً من خُلُقِهِ، أو من عِلَّةٍ به أو جربٍ.

  وفى الحديث: «لا عَدْوَى» أى لا يُعْدِى شئ شيئاً.

  والعَدْوُ: الحُضْرُ. وأَعْدَيْتُ فرسى واسْتَعْدَيْتُهُ، أى استحضرته.

  وأَعْدَيْتَ فى منطقك، أى جُرْتَ.

  وفلانٌ مَعْدِىٌ عليه، أبدلت الياء من الواو استثقالاً. قال الشاعر:

  وقد عَلِمَتْ عِرْسِى مُلَيكَةُ أَنَّنِى ... أنا الليثُ مَعْدِيًّا عليه وعادِيا

  الأصمعى: الْعُدَوَاءُ على وزن الغُلَوَاءِ: المكان


(١) هو ساعدة بن جؤية الهذلى.

(٢) بعده:

ومن العوادي أن تقتك ببغضة ... وتقاذف منها وأنك ترقب

(٣) قال ابن برى: وصوابه عِدَوَاتٌ، ولا يجوز عِدِوَاتٌ على حدّ كِسِرَاتٍ.