الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

كذا

صفحة 2554 - الجزء 6

  وقال تعالى: {ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} أى ما منعك أن تسجد.

  وقد يكون حرفَ عطفٍ لإخراج الثانى مما دخَلَ فيه الأول، كقولك: رأيت زيداً لا عَمرًا.

  فإنْ أدْخلت عليها الواوَ خرجَتْ من أن تكون حرفَ عطف، كقولك: لم يقم زيدٌ ولا عمروٌ؛ لأنَّ حروف النَسَق لا يدخل بعضُها على بعض، فتكون الواو للعطف ولا إنَّما هى لتوكيد النفى.

  وقد تزاد فيه التاء فيقال: لَاتَ، وقد ذكرناه فى باب التاء.

  وإذا استقبلَها الألفُ واللام ذهَبتْ ألفه، كما قال:

  أَبَى جُودُهُ لا البخلَ واستعجلتْ نَعَمْ ... به من فتًى لا يَمنع الجوعَ قَاتِلَهْ⁣(⁣١)

  وذكر يونس أنَّ أبا عمرو بن العلاء كان يجرُّ البخل ويجعل لَا مضافةً إليه، لأنَّ لَا قد تكون للجود وللبخل، ألا ترى أنَّه لو قيل له امْنَعِ الحقَّ فقال لَا، كان جوداً منه. فأمَّا إنْ جعلتها لغواً نَصَبَتْ البُخل بالفعل، وإن شئت نصبته على البدل.

  وقولهم: إمَّا لى فافعلْ كذا، بالإمالة، أصله إنْ لَا، وما صلةٌ، ومعناه إن لا يكن ذلك الأمر فافعلْ كذا.

  وأمَّا قول الكميت:

  كَلَا وكَذَا تَغْمِيضَةً ثم هِجْتُمُ ... لَدَى حِينَ أَنْ كانوا إلى النوم أَفْقَرا

  فيقول: كان نومهم فى القلّة والسرعة كقول القائل: لَا وَذَا.

  و (لَوْ): حرفُ تَمَنّ، وهو لامتناع الثانى من أجل امتناع الأوّل، تقول: لو جئتنى لأكرمتك. وهو خلافُ إنْ التى للجزاء، لأنّها توقع الثانىَ من أجل وجود الأوّل.

  وأمّا (لَوْ لَا) فمركّبة من معنى إنْ ولَوْ، وذلك أنْ لو لا يمنع الثانى من أجل وجود الأوّل، تقول: لو لا زيدٌ لهلكنا، أى امتنع وقوع الهلاك من أجل وجود زيد هناك. وقد تكون بمعنى هَلَّا، كقول الشاعر⁣(⁣٢):

  تَعُدُّونَ عَقْرَ النيبِ أفضلَ مجدِكم ... بنى ضَوْطَرَى لو لا الكَمِىَّ المُقَنَّعا

  وهو كثير فى القرآن.

  وإنْ جعلت لَوْ اسماً شدّدتَه فقلت قد أكثرت


(١) أى لا يمنع الجوع الطعام الذى يقتله.

(٢) جرير.