الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ها

صفحة 2559 - الجزء 6

  فَظَلْتُ لدَى البيتِ العتيقِ أُخِيلُهُ ... ومِطْوَاىَ مُشْتَاقَانِ لهْ أَرِقَانِ⁣(⁣١)

  قال الأخفش: وهذا فى لغة أَزْدِ السَرَاةِ كثيرٌ.

  قال الفراء: والعرب تقف على كل هاءٍ مؤنث بالهاء، إلّا طَيِّئاً فإنَّهم يقفون عليها بالتاء، فيقولون: هذه أَمَتْ وجَارِيَتْ وَطَلَحَتْ.

  وإذا أدخلت الهاء فى الندبة أثْبَتَّها فى الوقف وحذفتَها فى الوصل، وربَّما ثَبتتْ فى ضرورة الشعر فيُضَمُّ كالحرف الأصلى، ويجوز كسره لالتقاء الساكنين. هذا على قول أهل الكوفة.

  وأنشد الفراء:

  يَا رَبِّ يَا رَبَّاهُ إيَّاكَ أَسَلْ ... عَفْرَاءَ يا رَبَّاهُ من قَبْلِ الأَجَلْ

  وقال قيس:

  فقلتُ أَيَا رَبَّاهُ أَوَّلُ سَأْلتِى ... لِنَفْسِى لَيْلَى ثم أَنْتَ حَسِيبُها⁣(⁣٢)

  وهو كثير فى الشعر، وليس شئ منه بحجَّةٍ عند أهل البصرة، وهو خارج عن الأصل.

  وقد تزاد الهاء فى الوقف لبيان الحركة، نحو: لِمَهْ، و {سُلْطانِيَهْ}، و {مالِيَهْ}، وثُمَّ مَهْ، يعنى ثُمَّ مَاذَا. وقد أتت هذه الهاء فى ضرورة الشعر كما قال:

  هُمُ القائلون الخيرَ والآمِرُونَهُ ... إذا ما خَشُوا من مُعْظَمِ الأمرِ⁣(⁣٣) مُفْظِعا

  فأجراها مجرى هاء الإضمار.

  وقد تكون الهاء بدلاً من الهمزة، مثل هَرَاقَ وأَرَاقَ. قال الشاعر:

  وأَتَى صَوَاحِبُها فَقُلْنَ هَذا الذِى ... مَنَحَ المودّةَ غَيْرَنَا وجَفَانا

  يعنى أَذَا الذى.

  و (هاءِ): زجرٌ للإبل، وهو مبنىٌّ على الكسر إذا مددْت، وقد يقصر. تقول:


(١) قبله:

أرقت لبرق دونه شروان ... يمان وأهوى البرق كل يمان

وبعده:

فليت لنا من ماء زمزم شربه ... مبردة باتت على طهيان

(٢) قبله:

جعا للمرمون لله استغرونه ... بمكة شعثا كي تمحى ذنوبها

وبعده:

فإن أعط ليلى في حياتي لاينب ... إلى الله عبد توبة لا أثوبها

(٣) قال الصاغانى: والرواية من محدث الأمر معظلما.