الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

طود

صفحة 503 - الجزء 2

  الدال، وعِبِدَّا يُمَدُّ ويقصر، ومَعْبُودَاءُ بالمد.

  وحكى الأخفش عُبدٌ مثل سقْفٍ وسقُفٍ. وأنشد:

  انْسُبِ العَبْدَ إلى آبائِهِ ... أَسْوَدَ الْجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ

  قال: ومنه قرأ بعضهم: وعُبُدَ الطَاغُوتِ وأضافَه. قال: وبعضهم قرأ: وعَبُدَ الطاغوتِ وأضافه، والمعنى فيما يقال خَدَمُ الطاغوتِ. قال: وليس هذا بجمعٍ، لأن فَعْلاً لا يجمع على فَعُلٍ، وإنّما هو اسمٌ يبنَى على فَعُلٍ، مثل حَذُرٍ ونَدُسٍ، فيكون المعنى خَادمَ الطَاغُوتِ. وأما قول الشاعر أوس بن حجر:

  أَبَنِى لُبَيْنَى إنَّ أُمَّكُمُ ... أَمَةٌ وإنَّ أَبَاكُمُ عَبُدُ⁣(⁣١)

  فإنّ الفراء يقول: إنما ضمَّ الباء ضرورةً، لأنَّ القصيدة من الكامل، وهى حَذَّاءُ.

  تقول: عَبْدٌ بَيِّنُ العُبُودَةِ والعُبُودِيَّةِ.

  وأصل العُبُودِيَّةِ الخضوعُ والذلُّ.

  والتعبيدُ: التذليلُ يقال: طريقٌ مُعَبَّدٌ.

  والبعيرُ المُعَبَّدُ: المهنوءُ بالقَطِران المُذَلَّلُ.

  والمُعَبَّدَةُ: السفينةُ المُقَيَّرَةُ. قال بشرٌ فى سفينةٍ ركِبها:

  مُعَبَّدَةُ السَقَائِفِ ذَاتُ دُسْرٍ ... مُضَبَّرَةٌ جَوَانِبُهَا رَدَاحُ

  والتعبيدُ: الاستعبادُ، وهو أن يتَّخذه عَبْداً.

  وكذلك الاعْتِبادُ. وفى الحديث: «ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّرًا». والإعْبادُ مثله. قال الشاعر⁣(⁣١):

  عَلَامَ يُعْبِدُنِي قَوْمِى وقد كَثُرَتْ ... فيهم أَبَاعِرُ مَا شَاءوا وعُبْدَانُ

  وكذلك التَعَبُّدُ. وقال الشاعر:

  تَعَبَّدَنِي نَمْرُ بنُ سَعْدٍ وقد أُرَى ... ونِمْرُ بنُ سَعْدٍ لى مُطِيعٌ ومُهْطِعُ

  والعِبادةُ: الطاعةُ. والتَعَبُّدُ: التَنَسُّكُ.

  والتعبيدُ، من قولهم: ما عَبَّدَ أنْ فعلَ ذاك، أى ما لبث. وحكى ابن السكِّيت: أُعْبِدَ بفلان، بمعنى أُبْدِعَ به، إذا كلَّتْ راحته أو عَطِبَتْ.

  أبو زيد: العَبَدُ بالتحريك: الغضبُ والأَنَفُ.

  والاسم العَبَدَةُ مثل الأَنَفَةِ. وقد عَبِدَ، أى أَنِفَ قال الفرزدق:

  أولئك أَحْلَاسِى فَجِئْنِى بمثلهم⁣(⁣٢) ... وأَعْبَدُ أَنْ أَهْجُو كُلَيْباً بِدَارِمِ

  قال أبو عمرو: وقوله تعالى: {فَأَنَا أَوَّلُ


(١) قبله:

أبني لبيني مغترفا ... ليكون الأم منكم أحد

(١) الفرزدق.

(٢) فى اللسان:

أولئك قومي بن هجوني هجوتهم