الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الألف

صفحة 582 - الجزء 2

  والتَأْمِيرُ: توليةُ الإمَارةِ. يقال: هو أَميرٌ مُؤَمَّرٌ.

  وتَأَمَّرَ عليهم، أى تسلَّط. وآمَرْتُهُ فى أمرى مؤامراةً، إذا شاورته. والعامّة تقول: وَامَرْتُهُ.

  وائْتَمَرَ الأمْرَ، أى امتثله. قال امرؤ القيس:

  أَحَارِ بْنَ عَمْرٍو كأنِّى خَمِرْ ... وَيَعْدُو عَلَى المرءِ ما يَأْتَمِرْ

  أى ما تأمر به نفسُه فيرى أنه رشدٌ، فربَّما كان هلاكه فى ذلك.

  ويقال: ائْتَمَرُوا به، إذا هَمُّوا به وتشاوَرُوا فيه.

  والائْتِمارُ والاستئمارُ: المشاورة. وكذلك التَآمُرُ، على وزن التَفاعُلِ⁣(⁣١). وأما قول الشاعر⁣(⁣٢):

  وبِآمِرٍ وأَخِيهِ مُؤْتَمِرٍ ... وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطْفِئ الْجَمْرِ⁣(⁣٣)

  فهما يومان من أيّام العجوز، كان الأوّل منهما يأمر الناسَ بالحَذَر، والآخر يشاورهم فى الظَعْن أو المُقام.

  قال الأصمعى: الأَمَارُ والأَمَارَةُ: الوقتُ والعلامةُ. وأنشد:

  * إلى أَمَارٍ وأَمَارِ مدَّتِى⁣(⁣١) *

  والأَمَرُ بالتحريك: جمعُ أَمَرَةٍ، وهى العَلَمُ الصغير من أعلام المفاوز من الحجارة. وقال أبو زُبَيد:

  * إنْ كان عثمانُ أَمْسَى فوقه أَمْرٌ⁣(⁣٢) *

  ورجلٌ إمَّرٌ وإمَّرَةٌ، أى ضعيف الرأى يأتمر لكلِّ أحدٍ، مثال إمَّعٍ وإمَّعَةٍ. وقال امرؤ القيس⁣(⁣٣).

  ولَسْتُ بذى رَثْيَةٍ إِمَّرٍ ... إذا قيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبَا

  والإِمَّرُ أيضا: الصغيرُ من وَلَدِ الضأنِ؛ والأنثى إمَّرَةٌ. يقال: ما له إمَّرٌ ولا إمَّرَةٌ، أى شئٌ. قال الساجع: «إذا طَلَعَتِ الشِعْرَى سَفَرا، فلا تَعْذُونَ إمَّرَةً ولا إمَّرا⁣(⁣٤)».


(١) قلت: قوله تعالى: {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ} ليأمر بعضكم بعضكم بعضاً بالمعروف اه. مختار.

(٢) هو أبو شبل الأعرابى.

(٣) قبله:

كسع الشتاه بسبعة غبر ... بالصين والنبر والوبر

(١) الرجز للعجاج. وقبله:

اذ ردها بكيده فارتدت

(٢) عجزه:

كراقب العون فوق القبة الموفي

(٣) امرؤ القيس بن مالك الحميرى، من قصيدة، وقبله:

فلست بخزرافة في القعود ... ولست بطياخة أخدبا

الرثية: مرض المفاصل. أصحب: أطاع. الخزرافة: من لا يحسن القعود فى المجالس، والكثير الكلام.

والطياخة: مبالغة فى الطيخ، وهو الحمق. والأخدب: الطويل الأهوج الذى يركب رأسه.

(٤) السجع بتمامه كما فى مجالس ثعلب ٥٥٨ بتحقيق عبد السلام هارون: «إذا طلعت الشعرى سفراً، ولم تر فيها مطراً، فلا تلحق فيها إمرة ولا إمراً، ولا سقيباً ذكراً».