الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل العين

صفحة 741 - الجزء 2

  فأدغمت فيها وجعلت حركتها على العين، كما قرئ: يَخَصِّمُونَ بفتح الخاء. ويجوز كسر العين لاجتماع الساكنين، ويجوز ضمها اتباعا للميم.

  وأما الذى ليس بمحقٍّ فهو المُعَذِّرُ، على جهة المُفَعِّلِ، لأنّه الممرِّض والمقصِّر يَعْتَذِرُ بغير عُذْرٍ.

  وكان ابنُ عباس ® يُقْرأ عنده: وجاءَ المُعْذِرُونَ مخفّفة من أَعْذَرَ، وكان يقول: واللهِ لهكذا أُنزِلَتْ. وكان يقول: لعن الله المُعَذِّرِينَ! وكأنَّ الأمر عنده أن المُعَذِّرَ بالتشديد هو المُظْهِرُ للعُذْرِ اعتلالاً من غير حقيقةٍ له فى العُذْرِ، وهذا لا عُذْرَ له. والمُعْذِرُ: الذى له عُذْر. وقد بيَّنا الوجه الثانى فى المشدَّد.

  والمُعَذَّرُ، بفتح الذال: موضع العِذَارَيْنِ.

  ويقال: عَذِّرْ عينَ بعِيرك، أى سِمْهُ بغَير سِمَةِ بعيرى، ليُتعارفَ إبلُنا.

  والعاذُورُ: سِمةٌ كالخط، والجمع العَوَاذِيرُ.

  ومنه قول الشاعر⁣(⁣١):

  وذو حَلَقٍ تُقضَى العَوَاذِيرُ بينها⁣(⁣١) ... تروح بأخطارٍ عظام اللواقحِ⁣(⁣٢)

  والعَذِيرُ: الحال التى يُحاوِلُها المرء يَعْذَرُ عليها.

  قال العجّاج:

  جارِىَ لا تَسْتنكِرِى عَذِيرِى ... سَيْرِى وإشفاقى على بَعِيرِى

  يريد يا جارية، فيخَّمَ. والجمع عُذُرٌ، مثل سرير وسرر. وقد جاء فى الشعر مخفَّفا. وأنشد أبو عبيدٍ لحاتم:

  أماوىَّ قد طالَ التجنُّبُ والهَجْرُ ... وقد عذَرتْني فى طلابكُم عُذْرُ⁣(⁣٣)

  والعَذَوَّرُ: السيِّئُ الخُلق. قال الشاعر⁣(⁣٤):

  إذا نَزَل الأضيافُ كان عَذَوَّراً ... على الحىِّ حتَّى تستقلَّ مَراجِلُهُ⁣(⁣٥)

  وحِمارٌ عَذَوَّرٌ: واسعُ الجَوْف.


(١) أبو وجزة السعدى، واسمه يزيد بن أبى عبيد.

يصف أياماً له مضت طيبة.

(١) فى اللسان: «بينه».

(٢) الأخطار: جمع خصر، وهى الإبل الكثيرة. وفى اللسان: «يلوح بأخطار عظام اللقائح». وفى المطبوعة الأولى: «تروح بأحضار» تحريف. وقبله:

اذا الحي والحوم الميسر وسطتا ... واذا نحن في حال من العيش صالح

(٣) فى اللسان وديوانه: «العذر».

(٤) زينب بنت الطثرية، ترثى أخاها.

(٥) وقبله:

يمينك مظلوما وينجيك ظالما ... وكل الذي حملته فهو حامله