الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل العين

صفحة 758 - الجزء 2

  قال أبو عبيد: العَمَارَةُ بالفتح: كلُّ شئ جعلتَه على رأسك مِن عمامةٍ أو قَلنْسُوةٍ، أو تاجٍ أو غير ذلك. ومنه قول الأعشى:

  فلمَّا أتانا بُعَيْدَ الكَرَى ... سَجَدْنا له ورَفَعنا العَمَارا

  أى وضعناها عن رءُوسنا إعظاماً له. وقال غيره: رفعنا له أصواتَنا بالدعاء وقلنا: عَمْرَكَ اللهَ.

  ويقال: العَمَارُ هاهنا: الرَيْحانُ يُزَيَّنُ به مجالسُ الشرابِ، وتسميه الفُرْسُ مَيُورَانْ⁣(⁣١)، فإذا دخلَ عليهم داخلٌ رفَعُوا شيئاً منه بأيديهم وحيَّوْه به.

  وأمَّا قولُ أعشى باهلة:

  وجاشتِ النَفْسُ لَمَّا جَاءَ فَلُّهُمُ ... وراكِبٌ جاء من تَثْلِيثَ مُعْتمِرُ

  فإنَّ الأصمعىّ يقول: مُعْتَمِرٌ، أى زائر.

  وقال أبو عبيدة: أى متعمِّم بالعمامة.

  وأمَّا قول ابنِ أحمر:

  يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكُبَانُها ... كما يُهِلُّ الراكبُ المُعتِمرْ

  فهو من عُمْرَةِ الحج.

  وقوله تعالى: {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها}، أى جعلكم عُمَّارَهَا.

  وعَمَّرَهُ الله تَعْمِيراً، أى طوَّل الله عُمْرَهُ.

  وعُمَّارُ البيوت: سكَّانُها من الجن. وقولُ عنترة:

  أَحَولِى تَنْفُضُ استُكَ مِذْرَوَيْها ... لِتَقْتُلَنِى فها أنا ذا عُمَارا

  هو ترخيم عُمَارَةَ، لأنَّه يهجو به عُمَارَةَ بن زِيادٍ العبسىَّ.

  وعُمَارَةُ بن عقِيل بن بلالِ بن جريرٍ: أديبٌ جدًّا.

  والمَعْمَرُ: المنزل الواسع من جهة الماء والكلأ.

  قال الراجز⁣(⁣١):

  * يَا لَكِ من قُبَّرَةٍ بمَعْمَرِ⁣(⁣٢) *

  ومنه قول الساجع: «أَرْسِلِ العُرَاضَاتِ أَثَرًا، يَبْغِينَكَ فى الأرضِ مَعْمَراً»، أى يَبْغِينَ لك، كقوله تعالى: {يَبْغُونَها عِوَجاً}.

  ويحيى بن يَعْمَرَ العَدْوانىّ، لا ينصرف يَعْمَرُ لأنَّه مثل يَذْهَبُ.

  قال الفراء: «العُمَرَانِ»: أبو بكر وعمر ®. قال: وقال مُعَاذٌ الهَرَّاءُ: لقد قيل سيرةُ العُمَرَيْنِ قبلَ عُمَرَ بن عبد العزيز،


(١) فى المطبوعة الأولى: «مبوران» صوابه فى اللسان ومعجم استينجاس ١٣٦٥ حيث فسره بأنه أعشاب عطرية وأزهار تحيا بها الضيفان.

(١) هو طرفة بن العبد.

(٢) بعده:

خلا لك الجو فبيضي واصغري ... ونقري ما شئت ان تنقري