الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل العين

صفحة 761 - الجزء 2

  أى لادِّخارِه. ويقال للغراب: أَعْوَرُ؛ سمى بذلك لحدَّة بصره، على التشاؤم.

  وعُوَيْرٌ: موضعٌ.

  ويقال فى الخَصلتين المكروهتين: «كُسَيْرٌ وعُوَيْرٌ، وكلُّ غَيْرُ خَيْرٍ»، وهو تصغير أَعْوَرَ مُرَخَّما.

  والعَوَارُ: العيبُ. يقال: سِلعةٌ ذات عَوَارٍ بفتح العين وقد تضم، عن أبى زيد.

  والعُوَّارُ بالضم والتشديد: الخُطَّاف⁣(⁣١).

  وينشد:

  * كأنما انْقَضَّ تحت الصِيقِ عُوَّارُ⁣(⁣٢) *

  والعُوَّارُ أيضا: القَذَى فى العين. يقال: بعينه عُوَّارٌ، أى قذًى.

  والعَائِرُ مثلُه. والعَائِرُ: الرمدَ.

  والعُوَّارُ أيضا: الجبان، والجمع العَوَاوِيرُ، وإن شئت لم تعوِّض فى الشعر فقلت: العَوَاوِرُ.

  قال لبيد:

  وفى كلِّ يومٍ ذِى حِفَاظٍ بَلَوتَنِى⁣(⁣٣) ... فقُمْتُ مَقَاماً لم تُقُمْهُ العَوَاوِرُ

  قال أبو علىٍّ النحوىّ: إنّما صحّتْ فيه الواو مع قربها من الطَرَفِ لأنَّ الياء المحذوفة للضرورة مُرَادةً، فهى فى حكم ما فى اللفظ، فلما بَعُدَتْ فى الحكم من الطرَف لم تُقْلَبْ همزةً.

  والعَارِيَّةُ بالتشديد، كأنَّها منسوبةٌ إلى العار، لأنَّ طلبها عارٌ وعيبٌ. وينشد:

  إنَّما أَنْفُسُنا عاريةٌ ... والعَوَارِيُ قُصَارَى أنْ تُرَدّ

  والعَارَةُ مثل العَارِيَّةِ. قال ابن مُقْبل:

  فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إنَّما المالُ عَارَةٌ ... وكُلْهُ مع الدهرِ الذى هو آكِلُهْ

  يقال: هم يَتَعَوَّرُونَ العَوَاريَ بينهم.

  واسْتَعَارَهُ ثوبا فأعَارَهُ إيّاه. ومنه قولهم: كِيرٌ مُسْتعارٌ. قال بشر:

  كأنَّ حَفِيفَ مَنْخِرِهِ إذا ما ... كَتَمْنَ الرَبْوَ كيرٌ مُسْتعارُ

  وقد قيل مُسْتَعَارٌ بمعنى متَعَاوَرٌ، أو متداوَلٌ.

  والإعْوارُ: الرِيبةُ، عن أبى عبيد.

  وهذا مكانٌ مُعْوِرٌ، أى يُخَافُ فيه القطعُ.

  وأَعْوَرَ لك الصيدُ، أى أمكنك، وأَعْوَرَ الفارسُ، إذا بدا فيه موضعُ خللٍ للضرب، قال الشاعر⁣(⁣١):

  * له الشَدَّةُ الأُولَى إذا القِرْنُ أَعْوَرَا*

  وأَعْوَرْتُ عَيْنَهُ: لغةٌ فى عُرْتُها. وعَوَّرْتُهَا


(١) فى اللسان: «ضرب من الخطاطيف أسود طويل الجناحين».

(٢) فى المخطوطة واللسان: «كما انقض». والصيق، بالكسر: الغبار.

(٣) فى المطبوعة الأولى: «يلومنى»، صوابه فى المخطوطة واللسان وديوان لبيد.

(١) يصف الأسد، كما فى اللسان.