الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

خنس

صفحة 925 - الجزء 3

  الهاء، ولا يجوز أن تدغم لأنَّك قد أدغمت اللام فى الدال، ولا يجوز أن تدغم الهاء من خَمْسَةٍ وقد أدغمتَ ما بعدها. قال الشاعر⁣(⁣١):

  ما زال مُذْ عَقَدَتْ يَدَاهُ إزَارَهُ ... فسَمَا وأَدْرَكَ خَمْسَةَ الأَشْبَارِ⁣(⁣٢)

  وتقول فى المؤنث: عندي خَمْسُ القُدُورِ، كما قال ذو الرمة:

  وهل يَرجع التَسلِيمَ أو يكشفُ العَمَى⁣(⁣٣) ... ثلاثُ الأثافِى والرسومُ البلاقع

  وتقول: هذه الخمسةُ الدراهم، وإن شئت رفعتَ الدراهم وتجريها مجرى النعتِ. وكذلك إلى العشرة.

  وقولهم: «فلانٌ يَضرب أخماساً لأسداسٍ⁣(⁣٤)»، أى يسعى فى المكر والخديعة. وأصله فى أظماء الإبل.

  وغلامٌ رُباعىٌّ وخُمَاسيٌ. ولا يقال سباعىّ، لأنّه إذا بلغ سبعة أشْبارِ صار رجُلا.

[خنس]

  خَنَسَ عنه يَخْنُسُ بالضم، أى تأخَّر. وأخْنَسَهُ غيره، إذا خلَّفه ومضى عنه⁣(⁣١).

  والخَنَسُ: تأخُّر الأنف عن الوجه مع ارتفاعٍ قليل فى الأرنبة. والرجل أَخْنَسُ، والمرأة خَنْساءُ.

  والبقر كلُّها خُنْسٌ.

  والخَنَّاسُ: الشيطان لأنّه يَخْنِسُ إذا ذُكر الله ø.

  والخُنَّسُ: الكواكب كلُّها، لإنَّها تَخْنُسُ فى المغيب أو لأنَّها تَخْفى بالنهار. ويقال: هى الكواكب السيّارةُ منها دونَ الثابتة.

  وقال الفرّاء فى قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ}: إنَّها النجوم الخمسة: زُحَل، والمشتِرى، والمِرِّيخ، والزُهَرةُ، وعُطارِد؛ لأنَّها تَخْنِسُ فى مجراها وتَكْنِس، أى تستتر كما تَكْنِسُ الظِباء فى المَغَار، وهى الكِنَاسُ.

  ويقال: سمِّيت خُنَّساً لتأخرها، لأنَّها الكواكبُ المتحيِّرة التى ترجع وتستقيم. وقول دُريد بن الصِمَّةِ:


(١) الفرزدق.

(٢) يعنى توكأ على العصا.

(٣) رواية الأشمونى: «العنا».

(٤) فى المطبوعة الأولى: «فى أسداس»، صوابه من المخطوطة واللسان. وأنشد الكميت:

وذلك ضرب اخماس أريدت ... لأسداس عسى ألا تكونا

(١) قال فى المختار: وخنس يكون متعدياً ولازماً.

وخنسته فخنس، أى أخرته فتأخر، وقبضته فانقبض. ومنه الحديث: «وخنس بإبهامه» أى قبضها. وبعضهم لا يجعله متعدياً إلا بالألف، فيقول: أخنسته.