الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حزق

صفحة 1459 - الجزء 4

[حزق]

  الْحِزْقُ والْحِزْقَةُ: الجماعةُ من الناس والطيرِ والنخلِ وغيرها. وفى الحديث: «كأنهما حِزْقَانِ من طيرٍ صَوَافَّ». والجمع الْحِزَقُ، مثل فِرْقَةٍ وفِرَقٍ. قال عنترة:

  تَأْوِى⁣(⁣١) إلى قُلُصِ النَعَامِ كما أَوَتْ ... حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لِأَعْجَمَ طِمْطِمِ

  وكذلك الْحَازِقَةُ والْحَزِيقُ والْحَزِيقَةُ. قال ذو الرمة يصف حمر الوحش:

  كَأَنَّهُ كلما ارْفَضَّتْ حَزِيقَتُها ... بالصُلْبِ من نَهْسِهِ أَكْفَالَهَا كَلِبُ

  والْحُزُقُ: القصيرُ الذى يقارِب الخَطْوَ.

  قال الشاعر⁣(⁣٢):

  حُزُقٌ إذا ما القَوْمُ أَبْدَوا فُكَاهةً ... تَفَكَّر آإيَّاهُ يَعْنُونَ أمْ قِرْدا⁣(⁣٣)

  والْحُزُقَّةُ أيضا مثله. قال امرؤ القيس:

  وأعجبنى مَشْىُ الحُزُقَّةِ خَالِدٍ ... كمَشْىِ أَتَانٍ حُلِّئَتْ عن مَناهِلِ⁣(⁣٤)

  وفى كلامهم⁣(⁣٥): «حُزُقَّةٌ حَزُقَّهْ، تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّهْ» تَرَقَّ أى ارْقَ، من قولك رَقيتُ: فى الدرجة.

  وحَزَقْتُهُ بالحبْل أَحْزِقُهُ حَزْقاً: شددته.

  والْمُتَحَزِّقُ: البخيل المتشدِّد.

  والْحَازِقُ: الذى ضاق عليه خُفُّهُ، عن ابن السكيت. يقال: «لا رأىَ لَحَاقِنٍ ولا لِحَازِقٍ».

  وحَازُوقٌ: اسمُ رجل من الخوارج، فجعلته امرأته⁣(⁣٦) حِزَاقاً، وقالت ترثيه:

  أُقَلّبُ⁣(⁣٧) عينى فى الفَوَارِسِ لا أَرَى ... حِزَاقاً وَعَيْنِى كالحَجَاةِ من القَطْرِ⁣(⁣٨)

[حرزق]

  قال أبو زيد: الْحَرْزَقَةُ: الضِيقُ. يقال حَرْزَقَهُ، أى حبسه وضيَّق عليه. قال الأعشى:

  * بسَابَاطَ حتى مات وهو مُحَرْزَقُ⁣(⁣٩) *

  يقول: حبَس كسرى النعمانَ بنَ المنذر بساباطِ المدائنِ حتّى مات وهو مضيِّقٌ عليه.


(١) الرواية الصحيحة: «تأوى له».

(٢) رجل من بنى كلاب.

(٣) قبله:

وليس بحواز لأحلاس رحله ... ومزوده كيسا من الرأى أوزهدا

(٤) فى اللسان: «بالمناهل».

(٥) هو قوله عليه الصلاة والسلام للحسين وقد أخذ بيديه يرقيه على صدر قدميه.

(٦) وكتب مصحح المطبوعة الأولى: قوله امرأته، كذا فى جميع النسخ التى بأيدينا وعبارة القاموس: رثته ابنته أو أخته لا أمه ووهم الجوهرى.

(٧) فى اللسان: «أقلّب طَرْفِى».

(٨) قال ابن برى: هو لخرنق ترثى أخاها حازوقا وكان بنو شكر قتلوه، وهم من الأزد. وبعده:

فلو يبدى ملك اليمامة لم تزل ... قبائل تسبين العقائل من شكر

(٩) صدره:

فذاك وما أنجى من الموت ربه