الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

سير

صفحة 691 - الجزء 2

  ويقال: السَّاهُورُ: ظلُ السَّاهِرَةِ، وهى وجه الأرض. ومنه قوله تعالى: {فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}.

  قال أبو كَبير الهُذَلىّ:

  يَرْتَدْنَ سَاهِرَةً كأنَّ جَميمَهَا ... وعَمِيمَهَا أَسْدَافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ

  والأَسْهَرَانِ: عِرْقَانِ فى المنخِرَين إذا اغتلم الحمارُ سَالا ماءً. قال الشماخ:

  تُوَائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ ... حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَنِينِ

[سير]

  سَارَ يَسِيرُ سَيْرًا ومَسِيراً وتَسْيَارًا.

  يقال: بارك الله لك فى مَسِيرِكَ، أى سَيْرِكَ.

  وهو شاذٌّ، لأنَّ قياس المصدر من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ بالفتح.

  وسَارَتِ الدابة وسَارَهَا صاحبُها، يتعدَّى ولا يتعدى. قال الهُذَلىّ⁣(⁣١):

  فلا تَجْزَعَنْ⁣(⁣٢) مِنْ سُنَّةٍ أَنْتَ سِرْتَهَا ... فأَوَّلَ رَاضِى سُنَّةٍ مَنْ يَسِيرُهَا

  يقول: أنت جعلتها سَائِرَةً فى الناس.

  وقولهم فى المثل: «سِرْ عنك»، أى تَغَافَلْ واحتملْ. وفيه إضمارٌ، كأنَّه قال: سِرْ ودَعْ عنك المِراءَ والشكَّ.

  والسِّيرَةُ: الطريقةُ. يقال: سَارَ بهم سِيرَةً حَسَنَةً.

  والسِّيرَةُ أيضاً: المِيرَةُ. والاسْتِيَارُ:

  الامْتِيَارُ. قال الراجز:

  أَشْكُو إلى اللهِ العزيزِ الغَفَّارْ ... ثم إليكَ اليومَ بُعْدَ المُسْتَارْ

  ويقال: المُسْتَارُ فى هذا البيت مُفْتَعَلٌ من السَّيْرِ.

  والتَّسْيَارُ: تَفْعَالٌ من السَّيْرِ.

  وسَايَرَهُ، أى جاراه فتَسَايَرا.

  وبينهما مَسِيرَةُ يوم.

  وسَيَّرَهُ من بلده، أى أخرجَهُ وأَجْلَاهُ.

  وسَيَّرْتُ الجُلَّ عن ظَهر الدابة: نزعته عنه.

  والمُسَيَّرُ من الثياب: الذى فيه خُطوط كالسُّيُورِ.

  والسَّيَّارَةُ: القافلةُ.

  وقولهم: «أَصَحُّ من عَيرِ أبى سَيَّارَةَ»، هو أبو سَيَّارَةَ العَدْوَانِىُّ، كان يَدفع بالناس من جَمْعٍ أربعينَ سنةً على حماره. قال الراجز:

  َلُّوا الطريقَ عن أبى سَيَّارَهْ ... وعن مَوَالِيهِ بَنِى فَزَارَهْ

  حتى يُجِيزَ سالمِاً حِمَارَهْ ... مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ يَدْعُو جارَهْ


(١) خالد ابن أخت أبى ذؤيب.

(٢) «فلا تغضبن» في الأساس. فى الأساس. وفى اللسان: فأول راض سنة».