حاشية الدسوقي على مختصر المعاني،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

[ومن أنواع الطلب: النهي]

صفحة 441 - الجزء 2

  نحو: يالله، والتعجب، نحو: يا للماء، والتحسر والتوجع كما فى نداء الأطلال، والمنازل، والمطايا، ...


  لمطلق طلب الإقبال فاستعملت فى طلب الإقبال أى: لخصوص الإغاثة (قوله: يالله) أى: يالله أقبل علينا لإغاثتنا (قوله: والتعجب) العلاقة بينه وبين النداء المشابهة من جهة أنه ينبغى الإقبال على كل من المنادى والمتعجب منه (قوله: ياللماء) يقال ذلك عند مشاهدة كثرته أو كثرة حلاوته أو برودته أو وفائه تعجبا منها فكأنه لغرابة الكثرة المذكورة يدعوه ويستحضره ليتعجب منه (قوله: والتحسر والتوجع إلخ) العلاقة بين النداء وبين هذه الأشياء المشابهة فى كون كل ينبغى الإقبال عليه بالخطاب للاهتمام به وامتلاء القلب بشأنه (قوله: كما فى نداء الأطلال) هذه أمثلة التحسر ولا يظهر أن شيئا منها مثال للتوجع، وإن أوهم صنيعه خلاف ذلك - ولذلك عبر ابن يعقوب بقوله ومنها التحسر والتحزن كما فى نداء الأطلال والمنازل والمطايا ونحو ذلك كنداء المتوجع منه والمتفجع عليه. اه. ومثال التوجع: يا مرضى، ويا سقمى، والأطلال: جمع طلل - وهو ما شخص من آثار الديار، وذلك كقوله:

  ألا عم صباحا أيّها الطلل البالى

  وهل يعمن من كان فى العصر الخالى⁣(⁣١)

  (قوله: والمنازل) كما فى قولك يا منزلى ويا منزل فلان متحسرا ومتحزنا عليه، وكما فى قول الشاعر:

  أيا منازل سلمى أين سلماك

  من أجل هذا بكيناها بكيناك

  أى: من أجل عدم وجدان سلمى بكينا على سلمى وبكينا على المنازل، فقوله: بكيناها أى: بكينا على سلمى، وقوله: بكيناك أى: وبكيناك أى: بكينا عليك أيها المنازل (قوله: والمطايا) أى: الإبل، كما فى قولك يا ناقة أبى، ويا ناقتى تحسرا عليها، وكما فى قوله:


(١) لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٧، وخزانة الأدب ١/ ٦٠ وتاج العروس (طول).