[القول فى البسملة]
  وجلاله، وأدام روى نعيم الآمال من سجال إفضاله، فحاولت بهذا الكتاب التشبث بأذيال الإقبال، والاستظلال بظلال الرأفة والإفضال؛ ...
  أدام الله عظمته وجلاله اللذين هما كالسرادق فى الارتياح والالتجاء لكل، و «الجلال» مرادف للعظمة. (قوله: وأدام روى (١) ... إلخ) الروى - بالكسر والقصر - بمعنى الارتواء، وقوله: «نعيم» بمعنى: تنعم، وفيه استعارة بالكناية حيث شبهه بزرع أو إنسان يرتوى، وإثبات الروى تخييل، و «سجال» ترشيح، وقوله: «الآمال» على حذف مضاف أى: نعيم أهل الآمال أو أن إسناد «التنعم» للآمال مجاز عقلى إذ المتنعم أهلها، وقوله: «من سجال» متعلق ب «روى»، وفى إفضاله استعارة بالكناية حيث شبهه ب «ماء» بجامع الإحياء، و «سجال» تخييل، ويصح أن تكون إضافة «الروى» للنعيم من إضافة المشبه به للمشبه، وكذلك إضافة «السجال» للإفضال أى: أدام الله تنعم أهل الآمال الشبيه بالارتواء من إفضاله الشبيه ب «السجال» أى: دلو الماء بجامع الفيضان فى كل، ويصح أن تكون إضافة «نعيم» ل «أهل» «الآمال» من إضافة الصفة للموصوف أى: أدام: الله ارتواء أهل الآمال المنعمة من سجال الإفضال، هذا كله على كسر الراء من «روى»، وقصره، ويصح فتح الراء مع المد، ومعناه: الماء العذب، وضم الراء مع المد أيضا، ومعناه: المنظر الحسن وعليهما تكون إضافة رواء ل «نعيم» بمعنى التنعم من إضافة المشبه به للمشبه أى: أدام الله تنعم أهل الآمال الشبيه بالماء العذب أو المنظر الحسن بجامع الاشتياق لكل، من إفضاله الشبيه بالسجال، والوجه الأول - أعنى: كسر الراء مع القصر - أقرب للتعبير ب «السجال».
  (قوله: فحاولت) هذا مفرع على محذوف أى: توجهت تلقاء مدين فلما وجدته بتلك الصفات المذكورة حاولت أى: رمت، وقصدت بسبب هذا الكتاب التشبث أى: التعلق بأذيال إقباله، شبّه إقبال السلطان عليه بثوب إنسان، من استمسك بأذياله: بلغ المراد على طريق المكنية، و «الأذيال» تخييل و «التشبث» ترشيح.
  (قوله: والاستظلال) أى: وحاولت الاستظلال بظلال الرأفة، وهى شدة الرحمة، و «الإفضال» الإحسان، وإضافة «الظلال» للرأفة من إضافة المشبه به للمشبه أى: الاستظلال برأفته ورحمته الشبيهين بالظلال بجامع الالتجاء، و «الاستظلال» ترشيح للتشبيه أو أنه شبّه الرأفة والإفضال ببستان على طريق الاستعارة بالكناية، وإثبات «الظلال» تخييل.
(١) في الأصل: روا (بالألف) وكذا في كل المواضع بعدها، والمثبت هو الصحيح في قياس الخط.