كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

كلمة دار إحياء التراث العربي

صفحة 9 - الجزء 1

  ويهوى شرب الخمر وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمّل كتاب «الأغاني» رأى كل قبيح ومنكر.

  وقال الحافظ شمس الدين الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) في كتابه «تاريخ الإسلام»⁣(⁣١): «قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعّفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه جرحا إلَّا قول ابن أبي الفوارس: خلَّط قبل أن يموت».

  كما بيّن الحافظ الذهبي نسبه فقال في كتابه «سير أعلام النبلاء»⁣(⁣٢): «يذكر أنه من ذرّية الخليفة هشام بن عبد الملك، قاله محمد بن إسحاق النديم، بل الصواب أنه من ولد مروان الحمار».

  ثم تابع الذهبي قائلا: والعجب أنه أمويّ شيعيّ، وكان وسخا زريّا، وكانوا يتقون هجاءه.

  وأورده الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) في كتابه «لسان الميزان»⁣(⁣٣) فقال:

  «صاحب كتاب الأغاني: شيعيّ وهذا نادر في أمويّ ...».

  وبين مادح وقادح، فإن الكتاب - كما لا يخفى على الناظر - يمثل على أي حال صورة حية للأدب واللغة والشعر، والكتابة، والخطابة والقصص والنوادر كما أنه بحق ديوان تراجم في عصره لا يستغني عنه الأديب.

  ونظرا لأهميته، فقد رأت مؤسسة دار إحياء التراث العربي أن تعيد طبع الكتاب بحلَّة قشيبة محقّقة على طبعاته السابقة، ملوّنة بعد ما رأت تآكل الحرف الحجري في نصوصه، والفهارس الجزئية التي يصعب على الباحث الحصول على طلبه منها بسهولة ويسر خدمة للعلم وأهله إذ ستصدر لهذه الطبعة بإذن اللَّه فهارس شاملة جامعة تكون معينا لمقتنيه.

  وإتماما للفائدة، يجد الباحث في تصدير هذه الطبعة من مقدمة هذا الجزء فصلا في صناعة الغناء عن العلامة ابن خلدون في الصفحة (١٠) من هذا الجزء إضافة لترجمة المؤلف (في الصفحات ١٤ - ٢٤)، و «مختصرات كتاب الأغاني» ونقده في الصفحة (٢٦)، وكتب الأغاني المؤلفة قبل هذا الكتاب الصفحة (٢٧)، والكلمات الاصطلاحية الوارة في الكتاب الصفحة (٢٨) مع وصف للنسخ الخطية المعتمدة في التحقيق الصفحة (٣٠) وهي تسع، وطريقة تصحيح هذا الكتاب الصفحة (٣٦)، إضافة إلى مقدمة أبي الفرج لكتابه ونهجه فيه وباعثه لتأليف كتابه ويجدها الباحث إنشاء اللَّه في الصفحات (٣٨ - ٤١).

  كما نلفت انتباه القارئ الكريم أن هذه الطبعة حوت أرقام أجزاء وصفحات الطبعتين البولاقية وطبعة المؤسسة المصرية العامة للكتاب حتى تتم الفائدة، فالرقم الموجود بين معكوفتين هو رقم جزء وصفحة طبعة المؤسسة المصرية العامة للكتاب هكذا [] والرقم الخالي من المعكوفتين هو رقم صفحة الطبعة البولاقية.

  وآخر دعوانا أن الحمد للَّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار الميامين.

  مكتب التحقيق دار إحياء التراث العربي بيروت ٢٠ رجب ١٤١٤ هـ الموافق ١ كانون الثاني ١٩٩٤ م


(١) الحافظ شمس الدين الذهبي «تاريخ الإسلام» وفيات سنة (٣٥٦ هـ) الصفحة (١٤٤).

(٢) الحافظ شمس الدين الذهبي «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٢٠١) ترجمة (١٤٠).

(٣) الحافظ ابن حجر العسقلاني «لسان الميزان» (٤/ ٢٣١ - ٢٣٢) ترجمة (٥٨٤).