ذكر الخبر عن غزاة بدر
  صوت
  دين(١) هذا القلب من نعم ... بسقام(٢) ليس كالسّقم
  إنّ نعما أقصدت(٣) رجلا ... آمنا بالخيف إذ ترمى
  بشتيت(٤) نبته رتل ... طيّب الأنياب والطَّعم
  / وبوحف(٥) مائل رجل ... كعنا قيد من الكرم
  ومنها:
  صوت
  خليليّ أربعا(٦) وسلا ... بمغنى الحيّ قد مثلا
  بأعلى الواد(٧) عند البئ ... ر هيّج عبرة سبلا(٨)
  وقد تغنى به نعم ... وكنت بوصلها جذلا
  / ليالي لا نحبّ لنا ... بعيش قد مضى بدلا
  وتهوانا ونهواها ... ونعصي قول من عذلا
  وترسل في ملاطفة ... ونعمل نحوها الرّسلا
  غنّاه الهذليّ، ولحنه من القدر الأوسط من الثقيل الأوّل بالسبّابة في مجرى الوسطى عن إسحاق. وفيه لابن سريج لحنان: رمل بالبنصر في مجراها عن إسحاق، وخفيف ثقيل بالوسطى عن عمرو. وفيها عن إسحاق ثاني ثقيل، ولسليم خفيف رمل، جميعا عن الهشاميّ. قال: ويقال: إنّ اللحن المسوب إلى سليم لحكم(٩) الواديّ.
  ومنها من قصيدة أوّلها:
(١) دين: جوزي وكوفي.
(٢) كذا في «اللسان» (مادة دين). وفي الأصول. «وسقام» بواو العطف. وورد هذا البيت في «ديوان عمر بن أبي ربيعة» (ص ٥٧ طبع المطبعة الميمنية بمصر سنة ١٣١١ هـ وطبع أوروبا ص ٨٤) هكذا:
قد أصاب القلب من نعم ... سقم داء ليس كالسقم
(٣) أقصده: أصابه فقتله.
(٤) الثغر الشتيت: المفلَّج، وهو أن يكون بين أسنانه تباعد. ورتل (وزان كتف وسبب): مستو حسن التنضيد.
(٥) الوحف: الشعر الكثيف المسودّ. والرجل من الشعر (بفتح الراء وكسر الجيم، ومثله الرجل بفتح الراء والجيم): ما كان بين السبوطة والجعودة.
(٦) أربعا: أقيما. ومغني الحيّ: محل إقامتهم. ومثل: قام وانتصب.
(٧) الوادي: كل منفرج بين الجبال والتلال والآكام يكون مسلكا للسيل ومنفذا. وربما اكتفى فيه بالكسرة عن الياء؛ كما قال أبو الرّبيس التغلبي:
لا صلح بيني فاعلموه ولا ... بينكم ما حملت عاتقي
سيفي وما كنا بنجد وما ... قرقر قمر الواد بالشاهق
(٨) سبل (بالتحريك): اسم المصدر من أسبل المطر والدمع إذا هطلا؛ ولذلك لا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع إذا وصف به.
(٩) في م: «لسليمان». وفي سائر الأصول: «لسليم الوادي».