كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أخبار أبي سعيد مولى فائد ونسبه

صفحة 489 - الجزء 4

  وأنعموا عليّ، فرثيتهم⁣(⁣١) ولم أهج أحدا؛ فتركه.

  كان ابن الأعرابي ينشد شعر العبلي فصحّفه فردّه أبو هفان:

  أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثنا الحزنبل قال:

  كنّا عند ابن / الأعرابيّ وحضر معنا أبو هفان⁣(⁣٢)، فأنشدنا ابن الأعرابيّ عمن أنشده قال: قال ابن أبي سبة العبليّ⁣(⁣٣):

  أفاض المدامع قتلى كذا ... وقتلى بكبوة لم ترمس

  فغمز أبو هفّان رجلا وقال له: قل له: ما معنى «كذا»؟ قال: يريد كثرتهم. فلمّا قمنا قال لي أبو هفّان:

  أسمعت إلى هذا المعجب الرّقيع! صحّف اسم الرجل، هو ابن أبي سنّة، فقال: ابن أبي سبّة؛ وصحّف في بيت واحد موضعين، فقال: «قتلى كذا» وهو كدى، و «قتلى بكبوة» وهو بكثوة. وأغلظ عليّ من هذا أنه يفسّر تصحيفه بوجه وقاح. وهذا الشعر الذي غنّاه أبو سعيد يقوله أبو عديّ عبد اللَّه بن عمر العبليّ فيمن قتله عبد اللَّه بن عليّ بنهر أبي فطرس أبو العبّاس السفّاح أمير المؤمنين بعدهم من بني أميّة. وخبرهم والوقائع التي كانت بينهم مشهورة يطول ذكرها جدّا. ونذكر هاهنا ما يستحسن منها.


(١) يلاحظ هنا أن أبا الفرج قد نسب قصيدة:

تقول أمامة لما رأت

لأبي سعيد بن أبي سنة، مع أنه في الخبر الذي تقدّمه نسبها لعبد اللَّه بن عمر العبليّ، وسينسبها إليه بعد أسطر، كما نسبها إليه أيضا في ترجمته الخاصة به في (ج ١١ ص ٢٩٣ - ٣٠٩ من هذه الطبعة).

(٢) أبو هفان: كنية عبد اللَّه بن أحمد الهزمي، كما في «معجم ياقوت» في كلامه على «كثوة».

(٣) كذا في جميع الأصول. ويلاحظ أن «العبليّ» ليس نسبة لأبي سنة، وإنما هو نسبة لأبي عديّ عبد اللَّه بن عمر صاحب هذا الشعر، كما سيذكره المؤلف في هذا الخبر بعد قليل.