ذكر ابن هرمة وأخباره ونسبه
٥٤ - ذكر ابن هرمة وأخباره ونسبه
  نسبه:
  هو إبراهيم بن عليّ بن سلمة بن هرمة بن هذيل، هكذا ذكر يعقوب بن السّكَّيت. وأخبرني الحرميّ بن أبي العلاء عن الزّبير بن بكَّار عن عمّه مصعب، وذكر ذلك العبّاس بن هشام الكلبيّ عن أبيه هشام بن محمد بن السائب، قالوا جميعا: هو إبراهيم بن عليّ بن سلمة بن عامر بن هرمة بن الهديل بن ربيع بن عامر بن صبيح بن كنانة بن عديّ بن قيس بن الحارث بن فهر - وفهر أصل قريش، فمن لم يكن من ولده لم يعدّ من قريش، وقد قيل ذلك في النّضر بن كنانة - وفهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. قال من ذكرنا من النسّابين: قيس بن الحارث هو الخلج، وكانوا في عدوان ثم انتقلوا إلى بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن. فلما استخلف عمر بن الخطَّاب ¥ أتوه ليفرض لهم، فأنكر نسبهم. فلما استخلف عثمان أتوه فأثبتهم في بني الحارث بن فهر وجعل لهم معهم ديوانا. وسمّوا الخلج لأنّهم اختلجوا ممن كانوا معه من عدوان ومن بني نصر بن معاوية. وأهل المدينة يقولون: إنّما سمّوا الخلج لأنهم نزلوا بالمدينة على خلج (وواحدها خليج) فسمّوا بذلك.
  ولهم بالمدينة عدد. قال مصعب: كان لإبراهيم بن هرمة عمّ يقال له هرمة الأعور، فأرادت الخلج نفيه منهم؛ فقال: أمسيت ألأم العرب دعيّ أدعياء. ثم قال يهجوهم:
  رأيت بني فهر سباطا(١) أكفّهم ... فمال بال - أنبوني - أكفّكم قفدا(٢)
  / ولم تدركوا ما أدرك القوم قبلكم ... من المجد إلا دعوة(٣) ألحقت كدّا
  على ذي أيادي الدّهر أفلح جدّهم ... وخبتم فلم يصرع لكم جدّكم جدّا
  نفاه بنو الحارث بن فهر عنهم فعاتبهم فصار منهم لساعته:
  وقال يحيى بن عليّ حدّثني أبو أيّوب المدينيّ عن المدائنيّ عن أبي سلمة الغفاريّ قال:
  نفى بنو الحارث بن فهر ابن هرمة، فقال:
  أحاربن فهر كيف تطَّرحونني ... وجاء العدا من غيركم تبتغي نصري
(١) سباط: جمع سبط: وصف من السبوطة وهي الاعتدال والسهولة والطول. ويكنى بسبوطة اليدين عن الكرم؛ يقال: رجل سبط اليدين إذا كان سخيا سمحا كريما، كما يقال: رجل جعد اليدين إذا كان بخيلا.
(٢) كذا في ط، وهو الذي يقتضيه سياق الكلام. وفي ب، س: «أكفهم». وجملة أنبوني - وهو أمر من أنبأ خففت همزته فحذفت - معترضة بين المضاف والمضاف إليه. والقفد: ميل في الكف. يريد أنهم بخلاء.
(٣) الدعوة (بالفتح وتكسر): الاسم من ادعى بمعنى زعم.