أخبار إسماعيل بن يسار ونسبه
  لغبرت لا تخشى المنون ولا ... أودى بنفسك حادث الدّهر
  ولنعم مأوى المرملين إذا ... قحطوا وأخلف صائب القطر
  كم قلت آونة وقد ذرفت ... عيني فماء شؤونها يجري
  أنّي وأيّ فتى يكون لنا ... شرواك(١) عند تفاقم الأمر
  لدفاع خصم ذي مشاغبة ... ولعائل ترب أخي فقر
  ولقد علمت وإن ضمنت جوى ... مما أجنّ كواهج الجمر
  ما لا مرئ دون المنيّة من ... نفق فيحرزه ولا ستر
  قال: وكان بحضرة هشام رجل من آل الزّبير، فقال له: أحسنت وأسرفت في القول، فلو قلت هذا في رجل من سادات قريش لكان كثيرا. فزجره هشام وقال: بئس واللَّه ما واجهت به جليسك؛ فشكره إسماعيل، وجزاه خيرا. فلمّا انصرف تناول هشام الرجل الزّبيريّ وقال: ما أردت إلى رجل شاعر ملك قوله فصرف أحسنه إلى أخيه! ما زدت على أن أغريته بعرضك وأعراضنا لولا أنّي / تلافيته. وكان محمد بن يسار أخو إسماعيل هذا الذي رثاه(٢) شاعرا من طبقة أخيه؛ وله أشعار كثيرة. ولم أجد له خبرا فأذكره، ولكن له أشعار كثيرة يغنّى فيها. منها قوله في قصيدة طويلة:
  صوت
  غشيت الدار بالسّند ... دوين الشّعب من أحد
  عفت بعدي وغيّرها ... تقادم سالف الأبد
  الغناء لحكم الواديّ خفيف ثقيل عن الهشاميّ.
  ولإسماعيل بن يسار ابن يقال له إبراهيم، شاعر أيضا، وهو القائل:
  مضى الجهل عنك إلى طيّته ... وآبك حلمك من غيبته(٣)
  وأصبحت تعجب مما رأي ... ت من نقض دهر ومن مرّته
  وهي طويلة يفتخر فيها بالعجم كرهت الإطالة بذكرها.
  انقضت أخباره.
(١) شرواك: مثلك.
(٢) كذا في م: وفي سائر الأصول: «أخو إسماعيل هذا رثاء شاعرا ...».
(٣) في ح: «من غيته» والغية: الضلال والفساد.